لا أحد يستطيع منع القلق .. أو التفكير بصورة الاستباحة التي شهدناها ما بين رفح وبغداد.. فطاقة الحرب تبلغ ذروتها اليوم في منطقتنا، وقدرة التصعيد والتوتر لا تملك حدودا عن الإدارة الأمريكية وحكومة شارون. فكلما تبسم الرئيس بوش زادت حدة القسوة التي يمارسها شارون في الأراضي المحتلة.

إن المثال الذي يتم استحضاره اليوم هو أسلوب التفكير لـ"الرواد" الأمريكيين وهم يواجهون السكان المحليين في أمريكا، وذلك بغض النظر عن الظروف والأوضاع الثقافية ما بين مجتمعاتنا والهنود الحمر. لكن أسلوب التفكير واحد.

فالأمريكيين "الأوائل" كانوا يسعون لتخليص الهنود الحمر من بربريتهم، وهم اليوم يريدون تخليصنا من الثقافة المولدة للإرهاب. ويبدو ان الأسلوب واحد.

لكن الأخطر هو أن نتعامل بنفس الأساليب التي شكلت تلك الحرب القديمة .. أو نعالج الموضوع وكأن هناك وضعيتين ثقافيتين ثابتتين: فمن تلبس حالة "التنوير القاسي" للولايات المتحدة، إلى الصورة القاتمة لعصور الظلام كما تظهر في أشرطة الفيديو المنسوبة إلى القاعدة، هناك حالة قلق موتور لا يعرف أين يستقر. وربما تساعد الفوضى في رسم معالم لطرق متشعبة أو لاعتماد أساليب تقدم ارتياحا داخليا لكنها تحمل الكثير من الخطر.

لا يمكننا اليوم إلا أن نتقدم نحو المستقبل لنوقف حالة الاستباحة .. ولا يمكننا إلا أن نثق بأننا قادرون على منح أبنائنا المزيد من الثقة. ويبقى السؤال الذي نسأله: كيف نوقف الاستباحة؟

مصادر
سورية الغد (دمشق)