. من الصعب تخيل الموسم الانتخابي دون "صخب" الحملات، التي نعطيها طابعنا الثقافي بدلا من ان تصبح مرحلة لدفع الثقافة نحو صورة حداثية ظهرت في اعتبار "التمثيل السياسي" شكلا راقيا للمواطنة وللدولة وحتى للسلطة السياسية

فصخب الموسم الانتخابي لا يقتصر على سورية، وهو موجود في كل دول العالم رغم أنه في كثير من الأحيان يشكل صدى السياسة التي تمت ممارستها قبل عمليات الترشيح، وهو ما يدفع اليوم للبحث في الصخب المرتقب عن "الصدى" عندما يقرر عدد لا بأس به من إعادة ترشيح نفسه. فالمواطنون تعرفوا قبل سنوات على نموذج هذا المشح في الصخب، وربما شاهدوه مراة قليلة في الأقنية الفضائية أو حتى على المحطات الأرضية تحت قبة مجلس الشعب، لكن السؤال: ما الصدى الذي تركه خلال أربع سنوات؟ أو ما هي الصورة الذهنية الجديدة التي تشكل خلال "ممارسته" لواجبه كممثل عن بعض فئات المجتمع؟!

الجواب من نوع "السهل الممتع"، لأن الكثيرين ربما نسوا الصورة الذهنية القديمة، لذلك فإن عددا من الحملات الانتخابية لن تتبدل، محاولة انعاش الذاكرة بالصور القديمة، والشعارات التي تكتب تحت الصور. ورغم القانون الذي الحد الأعلى للميزانية الحملات، لكن على الأغلب فإن الشكل لن يتغير رغم انحسار حجم الحملات، لأن المرشحين لن يجدوا ما يتحدثون عنه من "الصدى"، وربما سيلجأوون إلى تكوين "صورة ذهنية" مبتسرة نتيجة ضعف الميزانيات.

لكن خارج الصخب فإن شرائح واسعة ربما تنتظر من المرشحين أن يبحثوا عن منفذ جديد، او يخلقوا شكلا أرقى لعملية التنافس، أو حتى يكتبوا ميثاقا جديدا مع "العملية الانتخابية" لتنتقل إلى أفق آخر يمكن أن تزاد به معرفتنا بالمرشحين بدلا من حفظ صورهم وأسمائهم...

"العملية الانتخابية" قائمة سواء اعترض البعض عليها أو وجد في تعامل المرشحين طرقا لا تتناسب مع عمقها أو حقيقتها في انها "تعبير راق عن المواطنة" .. والعملية الانتخابية لا تحتاج فقط لقوانين ناظمة رغم أولوية هذا الأمر، لأن تععاملنا معها، وعلى الأخص كمرشحين، يمكن أن يرسم أهميتها المستقبلية ... فهل نستطيع الابتعاد ولو قليلا عن الصخب؟!!!

إنها ليست أمنية ...

إنها صورة لثقافتنا الاجتماعية قبل أن تصبح صورة لأشكال التمثيل السياسي!!!

مصادر
سورية الغد (دمشق)