رائد جبر - رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان عودة بلاده بقوة وثقة الى الساحة العالمية، ليست ظاهرة موقتة بل تطور جدي عملت له الديبلوماسية الروسية ورسخته لفترة طويلة مقبلة. وشدد على أهمية دور موسكو لاستعادة التوازن في العلاقات الدولية، وضمان الاستقرار في السياسة العالمية بدلاً من حال الفوضى.

وأكد لافروف في حديث الى «الحياة» ان روسيا تولي «أهمية استراتيجية» للشرق الأوسط حيث تنتهج سياسة مستقلة تقوم على تسريع وتيرة الجهود لتسوية المشكلات المستعصية وتفادي أزمات جديدة، وعدم الانزلاق نحو «سياسة خاطئة تستند الى عزل اي طرف».

وحذر الوزير من أخطار تقسيم العراق، داعياً العراقيين الى إطلاق حوار وطني شامل بهدف التوصل الى وفاق بينهم، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدول المجاورة وفي مقدمها سورية وإيران.

وقال لافروف ان سياسة الولايات المتحدة في العراق والحرب الاسرائيلية على لبنان أثبتتا «فشل سياسة الاعتماد على القوة» التي اعتبرها مدخلاً خاطئاً لحل الازمات، ويمكن ان يسفر عن تعقيدات اضافية واسعة.

واستبق لافروف مشاركته في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في واشنطن غداً، بتجديد الدعوة الى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، وتعزيز دور الرباعية وضم «اللاعبين الأساسيين في المنطقة» اليها، وهم مصر والسعودية والأردن.

وذكر الوزير الروسي أن بلاده أيدت منذ البداية التحقيق الدولي لكشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وسوق الجناة الى العدالة، «لكننا لم نفهم سبب محاولات تسريع وضع الاقتراحات الخاصة بالمحكمة ذات الطابع الدولي، وتبنيها في مجلس الأمن». ونبّه الى خطورة تسييس المسألة، مؤكداً رغبة روسيا في المحافظة على «موضوعية التحقيق»، وقال ان «المهم ان لا يؤدي إقرار المحكمة الى انقسام جديد خطر داخل المجتمع اللبناني».

واعتبر لافروف ان «جهات متشددة تنشط» في العالم الاسلامي والمعسكر الغربي «تسعى الى تأجيج صراع حضارات» ينذر بالويلات، مشدداً على ان روسيا «لن تكون طرفاً في أي سيناريو لصراع عالمي جديد».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)