لم تعقب إسرائيل رسميا على النبأ الذي بثته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي مساء أول من أمس ومفاده ان سورية اختبرت بنجاح قبل أسبوع صاروخا باليستيا من نوع «سكود دي» يبلغ مداه 700 كيلومتر، بما يهدد كل بقعة في الدولة العبرية. لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية أسهبت في الحديث عن التجربة الناجحة واعتبرتها تصاعدا في التهديد السوري الذي «يندرج في اطار سياسة الردع السورية»، و «تحديا سوريا» للولايات المتحدة والأمم المتحدة رداً «على إرغام دمشق بشكل مهين على الانسحاب من لبنان».

وتحت عنوان «التهديد السوري يرتقي درجة»، كتبت كبرى الصحف «يديعوت أحرونوت» أن صاروخ «سكود دي» متطور جدا بعدما أدخلت عليه دمشق تحسينات عدة تصعّب اعتراضه. وأضافت: «إننا بصدد صاروخ أكثر دقة وفتكا» من الصواريخ السابقة التي اختبرتها سورية في الماضي، «وهو قادر على ضرب أي بقعة في إسرائيل».

ووفقاً لوسائل الاعلام الاسرائيلية، فإن نظام الرادار التابع لبطارية صواريخ «حيتس» (السهم) المضادة لصواريخ أرض - أرض هو الذي رصدته التجربة.

وكتبت الصحيفة «ان تحليل المعطيات المتوافرة عن عملية الاطلاق يشير الى التحسينات الكثيرة التي أُدخلت على الصاروخ»، ما يؤكد أيضا انه «الصاروخ الأكثر تطورا الذي تملكه سورية». وقالت إن اجزاء من هذه الصواريخ تم استيرادها من كوريا الشمالية (وهي صواريخ سوفياتية أصلا طورتها كوريا الشمالية)، والبقية أنتجت في سورية بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية. ويبلغ طول الصاروخ نحو 11 مترا ويعمل بقوة دفع وقود سائل وهو دقيق جدا لا يتعدى انحرافه عن الهدف عشرات الأمتار فقط.

وذكرت الصحيفة ان هذه هي التجربة الثالثة التي تجريها سورية على صاروخ من هذا النوع بعد تجربة أولى العام 2000، وثانية العام 2001، معربة عن الاعتقاد بأن في حوزة سورية 200 صاروخ «سكود بي» و60 «سكود سي». وقالت ان اسرائيل تتابع باهتمام التحسينات التي أدخلتها سورية على صواريخها، من اجل تكييف منظومة صواريخ «حيتس» المعدة لاعتراض الصواريخ الباليستية.

وأشارت الصحيفة إلى أن دمشق تواصل مساعيها لإقناع روسيا بيعها صواريخ متطورة جدا من نوع «اسكندر ايه» ذات المدى الأقصر لكنها أكثر دقة من الصواريخ القديمة التي تملكها سورية ويصعب اعتراضها. وقال خبير اسرائيلي للصحيفة «ان الاختبار الذي أجرته سورية يجب أن يبعث على قلق كبير إزاء حقيقة أن القدرات الصاروخية لسورية في تحسن مستمر وتشكل تهديدا حقيقيا على إسرائيل».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)