أبحث عن عاصمة الثقافة في الصورة التي انتظرها مع "قدوم" المرشحين، فأنا منذ أربعة أعوام أنتظر اللحظة الراهنة كي أباشر "الكشف" وانتقاء من أريد.. وبالطبع لن أندهش عندما لا أجد أي مقياس للاختيار.. فقبل أريع سنوات كنت أنظر إلى "العناوين" الانتخابية.. واليوم أعرف أن كل المرشحين لم يقدموا لي أي "معيار" حقيقي كي أوجههم به... لذلك أريد فتح صفحة جديدة!!!

أنتظر أكثر من وعود لأن "المهام التشريعية" أصعب من أن تُحشر بسلسة من الأفعال المستقبلية، لأنها بالدرجة الأولى "اضطلاع" ثم "ابداع".. ودراسات ثم بحث لإيجاد "التشريعات" القادرة على حمايتي أو تأمين مصالحي.. ولأن مهمة "الإبداع" شاقة فربما يكفيني اليوم أن يضطلع البعض على عاصمة الثقافة المستقبلية، وربما يشاهدون الحيرة في التنقل على "الأرصفة" أو بين كم "المكاتب العقارية" التي تهوى "المياه" لدرجة الهدر.. ومكاتب السيارات المصممة على إنهاء مساحات التراب والإسفلت بمعادن وتصميمات لا شك جميلة، لكنها تعكس أشعة الشمس على العين فلا نستطيع رؤية جمال المدينة، فتضيع منا الثقافة داخل العاصمة المتباهية بالتناسل والازدياد السكاني والضجيج الذي بدأ يشكل هويتها...

للاضطلاع فقط ... هناك انتظار لظهور مقياس انتخابي.. لا لشيء بل لاستطيع قراءة ما حدث أو ما نتج.. أو حتى معرفة ما يمكن أن يجعلني حزينا أو سعيدا أو حتى منتجا للثقافة التي أريد أن تكللني مع بداية العام القادم... وللاضطلاع فقط فإن أبواب الترشيح مفتوحة لكن عقول الناس لا يمكن أن تفتح بشكل عشوائي أو تلقائي... وهي محكومة بـ"الثقة" التي يمكن أن تشعرنا باننا قادرون على الدخول إلى عالم الغد بارتياح.

قضيتي مع الانتخابات "غير اعتيادية" لأنني أبحث عن تجربة خارجة عن المألوف، أو وجوه مرشحين يدفعونني إلى التفكير في كل لحظة بشوارع الوطن وبمساحاته... وقضيتي مع الانتخابات انها لم تبدء، لكنني متشوق لمعرفة ما يمكن أن يحدث خلال الشهرين القادمين.. فأنا متشوق أيضا لصورة ثقافية جديدة تجعل دمشق أو غيرها عاصمة ثقافة تدفعني للفرح بدلا من التعثر بالعناوين التي يحاول البعض عبرها إغراقي بسطوة الكلمة بدلا من كسب ثقتي بمعيار يقنعني لانتخابه.

مصادر
سورية الغد (دمشق)