قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن لديه " هاجس وقلق من تدخل ايران في الشأن العراقي "، بينما جدد نظيره السوري فاروق الشرع موقف بلاده التي " ستساهم بكل ما تستطيع دونما أي تحفظ لمساعدة العراق الشقيق على كل ما من شأنه انجاح المصالحة الوطنية في العراق والحفاظ على وحدته وعودة الأمن الى ربوعه ".

وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع في ختام مباحثاتهما بدمشق يوم الأربعاء "سوف أحمل هموم بلدي الى ايران في الزيارة المقبلة الاسبوع القادم، وسوف اتحاور مع القادة الايرانيين وجهاً لوجه، وسوف أصارحهم بهمومي "، معرباً عن أمله أن يتلقى " اجابات صريحة وقاطعة وعهداً ان تكون ايران عوناً للعراقيين في اخراجهم من محنتهم التي يمرون فيها وليس أي شيء آخر ".

وأشار الهاشمي الذي أنهى زيارة رسمية لسورية استمرت أربعة أيام إلى أنه تحدث في هذا الموضوع مع المسؤولين السوريين "واعتقد ان الموقف في العراق قد وصل بوضوح الى القادة في سوريا ووعدوا خيراً في هذه المسألة وأنا أعتقد أن سوريا لن تتخلى عن دورها العربي القومي الذي عرفت به تاريخياً ".

وبعد أن دعا الهاشمي إلى " تنشيط وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية العراقية "، أوضح أن ذلك يتم من خلال " اصلاح وثيقة المصالحة وتطويرها من اجل استيعاب العناصر والقوى التي لا تشملها، والتي عزفت حتى اليوم عن المشاركة في العمل السياسي وفي مقدمتهم المقاومة الوطنية "، ومن خلال " تنفيذ استحقاقات لا زالت معلقة حتى اليوم وفي مقدمتها العفو العام عن المعتقلين ".

وفيما إذا كانت سورية تعلق آمالا على حوار مع الولايات المتحدة في مؤتمر بغداد الذي يشارك فيه الجانبان يوم السبت القادم قال الشرع: " لم نصل لهذه النقطة لان الهدف هو مساعدة العراق "، وشدد على وقوف سورية إلى جانب " أي حل يؤدي الى عودة الأمن الى ربوع العراق والى اقامة عراق جديد عربي الانتماء، وعضو فاعل في الجامعة العربية، وعلى علاقة طيبة جداً مع دول الجوار "، موضحاً أن " سورية ستكون عمقاً استراتيجياً للعراق، كما هو العراق عمق استراتيجي لسورية ".

وقال الشرع إن لقاء الهاشمي مع الرئيس بشار الأسد " كان عميقا وتفصيليا وانطلق من الحرص الشديد على العراق الشقيق ومن ان اساس العملية السياسية الجارية فى العراق هو الحفاظ على وحدة العراق وعروبته والعمل من اجل استقلاله وفق جدول زمنى متفق عليه يساعد الشعب العراقى على مصالحة وطنية شاملة ".

وتطابقت وجهات نظر الجانبين حيال نجاح زيارة الهاشمي التي قال عنها الشرع إنها أدت " لنتائج طيبة ستنعكس على الوضع داخل العراق "، وهو ما ذهب إليه الهاشمي بتنويهه بوجود

" رؤية مشتركة لكيفية معالجة الوضع المتوتر، والدور المتميز الذي يمكن أن تلعبه الجارة الشقيقة سوريا في مساعدة العراقيين في الخروج من ساعة الشدة التي يمرون بها في الوقت الحاضر ".

وذَكَرَ نائب الرئيس العراقي أن وزير الخارجية وليد المعلم أطلعه " على الفقرات التي طرحها على اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، ووجدنا ان عدد من النقاط الاساسية التي تشكل المحاور الرئيسية في مشروعنا الوطني قد تضمنتها الورقة السورية ".

وقالت وكالة الأنباء السورية سانا إن الشرع جدد أمام الهاشمي خلال مباحثاتهما مساهمة سورية بدعم الجهود المبذولة لتحقيق الوفاق الوطني في العراق وعودة الامن والاستقرار الى ربوعه والحفاظ على وحدته وانتمائه العربي.

ونقلت سانا عن الهاشمي تأكيده أهمية دور سورية في مساعدة العراق على الخروج من الاوضاع الصعبة التي يجتازها مجددا تقدير العراق لما تقدمه سورية للعراقيين الذين قصدوها جراء معاناتهم الراهنة.

مصادر
سورية الغد (دمشق)