نفت سوريا على لسان وزيري الداخلية والخارجية أي علاقة لها بتنظيم "فتح الاسلام" الفلسطيني الذي اعترف أعضاء منه بتفجير حافلتي ركاب في قرية عين علق بلبنان الشهر الماضي، واعتبرت ربط المجموعة بالمخابرات السورية اتهامات "عارية عن الصحة" تأتي في إطار "تلفيقات مبرمجة" ضد سوريا، في الوقت الذي نفت فيه حركة /فتح الانتفاضة/ أي صلة لها بحركة /فتح الإسلام/.

ورفض وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد أمس الاتهامات التي وجهها نظيره اللبناني حسن السبع للمخابرات السورية بالتنسيق مع حركة (فتح الإسلام) التي تبنت تفجير حافلتي عين علق في المتن شمال لبنان الشهر الماضي.

وكان السبع أعلن الثلاثاء عن اعتقال مجموعة ارهابية في لبنان تنتمي لمنظمة (فتح الاسلام) المنشقة عن منظمة (فتح الانتفاضة) الفلسطينية، كما نشرت الصحف اللبنانية صباح اليوم بعض التحقيقات مع الشبكة الارهابية واكدت على انهم جزء من مجموعة تعمل بامرة قائد فتح الاسلام شاكر العبسي ولهم صلة بافراد من التابعية السعودية واوقف بعضهم ومنهم /عبد الله محمد احمد بنشي/ المطلوب من الانتربول والسلطات السعودية لانتمائه لتنظيم القاعدة.

وكان مصدر حكومي لبناني قال الثلاثاء إن نشطاء في تنظيم فلسطيني متشدد يدعى "فتح الاسلام" بينهم سوريون اعترفوا بأنهم قاموا في 13 شباط بتفجير حافلتين للنقل المشترك في منطقة مسيحية شمال بيروت مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وأوضح المصدر أن هؤلاء النشطاء اعترفوا كذلك بتخطيطهم لاغتيال 36 شخصية لبنانية وشن اعتداءات ضد قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

كما نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي مع المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في ختام زيارته لدمشق أي علاقة لسوريا بتلك المجموعة أو التفجيرات الارهابية وقال إن سوريا: "تدين أي عمل إرهابي يستهدف أمن واستقرار لبنان وحياة أي مواطن لبناني وسوريا بلد علماني لا صلة لنا بتنظيمات متطرفة دينيا وإن هذه المنظمة (فتح الانتفاضة) نفت أي علاقة لها بهذا التفجير الارهابي" وتساءل المعلم عن التوقيت الذي اختير لمثل هذا الاعلان.

واوضح اللواء عبد المجيد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية سانا ان / فتح الاسلام / هو احد تنظيمات القاعدة التي تخطط لاعمال ارهابية في سورية وجرى كشفها في اب /2002/ واوقف عدد من اعضائها مع مسؤولهم شاكر العبسي فلسطيني / اردني من مواليد اريحا /1955/ واكدت التحقيقات معهم قيام شاكر العبسي باتصالات وتنسيق مع ابي مصعب الزرقاوى لتنفيذ عمليات ارهابية وتم تقديم العبسي ورفاقه الى القضاء السورى بجرم الانتماء لتنظيم القاعدة.

وأشار اللواء عبد المجيد إلى صدور بحق العبسي حكم قضائي برقم اساس /36/ تاريخ 7/12/2003/ يقضي بحبسه ثلاث سنوات مع الاشغال الشاقة، وقال: بعد تنفيذ العبسي حكمه واخلاء سبيله وردت عنه في تحقيقات لاحقة مع موقوفين من تنظيم القاعدة معلومات عن معاودته للنشاط الارهابي وقيامه بتدريب عناصر لصالح تنظيم القاعدة فصدرت بحقه مذكرة توقيف برقم 3308 تاريخ 28/1/2007/ ولايزال فارا والبحث عنه جار من قبل السلطات السورية.

وأبدى وزير الداخلية السوري استغرابه من اتهامات نظيره اللبناني التي وصفها بأنها "عارية عن الصحة" وتصب في "توظيف تحقيقات لبنانية داخلية في سياق حملة الافتراءات والتلفيقات المبرمجة ضد سورية منذ بعض الوقت لخدمة مشروع اجنبي يستهدف زعزعة الاستقرار في لبنان وتخريب علاقاته مع سورية ومحيطه العربي".

من جهتها، نفت حركة /فتح الانتفاضة/ أي صلة لها بحركة /فتح الإسلام/وقالت في بيان أمس ان ما جرى ترويجه بأنه انشقاق عن حركة فتح الانتفاضة هو محض ادعاء وافتراء وتزييف.

وتعقيبا على ما تناقلته وسائل الاعلام اللبنانية وعلى حديث وزير الداخلية اللبناني مساء امس حول اعتقال مجموعة تنتمي لما يسمى /فتح الاسلام/ اعترفت بمسؤوليتها عن تفجير الحافلتين في عين علق وربط هذا كله بحركة فتح الانتفاضة، أكد بيان للحركة انه لا علاقة للحركة او صلة بـ /فتح الإسلام/ وان وجود المدعو /شاكر العبسي/ في هذه المجموعة وهو عضو مفصول من صفوف /فتح الانتفاضة/ لا يعني على الاطلاق صلة الحركة بهذا التشكيل ولا يرتب عليها اى مسؤوليات وتبعات.

واعرب البيان عن اسفه لحديث وزير الداخلية اللبناني بان هذه المجموعة تنتمي لفتح الانتفاضة والتي تربطها علاقة وثيقة بالاجهزة الامنية السورية نظرا لما يحمله من مغالطات وافتراءات من ناحية ولما يؤشر على توظيف سياسي مشبوه لا تخفى اهدافه على احد من ناحية ثانية خاصة في هذه المرحلة التي تلوح فيها بوادر انفراج للازمة اللبنانية الداخلية وعشية تقديم القاضي الدولي براميريتس تقريره الى مجلس الامن بشأن جريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريرى .

واضاف البيان ان اللجنة المركزية لحركة /فتح الانتفاضة/ اذ تدين وتستنكر الجرائم التي تستهدف المدنيين كما حصل بجريمة تفجير الحافلتين في عين علق تؤكد حرصها الشديد على امن لبنان وسلامته وعلى السلم الاهلي في ربوعه وعلى ان يكون محصنا ومنيعا في مواجهة الاستهدافات والمخططات الاميركية والصهيونية المعادية.

مصادر
سورية الغد (دمشق)