تابع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع جولته التي يقوم بها على عدد من الدول العربية ناقلاً رسائل من الرئيس بشار الأسد إلى قادتها تتعلق بـ " بتعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض بما يخدم المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الراهنة التي تتعرض لها أمتنا وذلك عبر استنهاض التضامن العربي، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة ".

وبعد الجزائر التي سلم رئيسها عبد العزيز بوتفليقه رسالة من الأسد، وصل الشرع في جولته إلى كل من ليبيا والسودان واليمن.

ففي طرابلس الغرب سلَّم الشرع رسالة من الرئيس الأسد إلى العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من أيلول في ليبيا " تتعلق بالتنسيق بين البلدين الشقيقين والقضايا والتحديات التى تتعرض لها منطقتنا العربية " بحسب وكالة الأنباء السورية سانا.

وأوضحت وكالة الأنباء الليبية أن الرسالة " تتعلق بالاوضاع العربية والاقليمية وخاصة في لبنان والعراق وفلسطين".

وفي السياق نفسه قال مصدر رسمي ليبي لوكالة فرانس برس "ان الرئيس بشار الاسد استقبل اليوم (الثلاثاء) في دمشق احمد قذاف الدم المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي الذي سلمه رسالة تتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة العربية".

وقال المصدر ان احمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي يقوم بجولة في منطقة الخليج والمشرق العربي زار خلالها الكويت والامارات والبحرين وتقوده ايضا الى سلطنة عمان حاملا رسائل من القذافي الى قادة هذه الدول".

لكن وكالة سانا التي اعلنت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استقبل قذاف الدم، لم تشر إلى لقاء الرئيس الأسد به.

وأشار الشرع في تصريح صحافي إلى "ان زيارته ستكون فرصة للتباحث بشأن القضايا العربية خاصة المشاكل التي تتعلق بدارفور والعراق وفلسطين والامن القومي العربي ومحاولة لاحياء ما يمكن ان يسمى موقف عربي واحد".

وقالت وكالة سانا إن الشرع عرض خلال اللقاء مع القذافي مواقف سورية تجاه مستجدات المنطقة مؤكدا حرصها على ان تتمخض القمة العربية المقبلة فى الرياض عن رؤية عربية مستقلة ومتكاملة حول سبل معالجة التحديات التى تواجهها الدول العربية .

ونقلت سانا عن العقيد القذافى تأكيده ان الجماهيرية دعت دوما الى التنسيق العربي، والى التحضير الجيد والمسبق للقمم العربية من اجل ان تحقق الغايات التى تتوخاها شعوبنا العربية منها.

وكان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم اعلن ان بلاده ستقاطع القمة العربية التي ستعقد في الرياض احتجاجا على نقلها من شرم الشيخ.

واضاف قائد ثورة الفاتح من ايلول ان التنسيق بين سورية وليبيا يصب فى خدمة التنسيق العربى بشكل عام ازاء مواجهة المشاكل والتحديات التى تتعرض لها امتنا العربية بمشرقها ومغربها .

ولدى مغادرته ليبيا متوجهاً إلى السودان، أعرب الشرع للصحفيين عن ارتياحه العميق للنتائج التى حققتها زيارته.

وأكد أن اللقاءات والاتصالات المشتركة ستتعزز في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية لتطوير التعاون بين البلدين .. مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة السورية الليبية ستجتمع قريباً في دمشق مع التأكيد المشترك على متابعة النتائج التي ستظهر في اجتماعات هذه اللجنة .

وفي الخرطوم، سلَّم الشرع مساء الثلاثاء الرئيس السودانى عمر حسن البشير رسالة من الرئيس الاسد " تتعلق بالوضع العربي وسبل التعاون المشترك وتنسيق المواقف العربية في القمة العربية في الرياض " بحسب الشرع الذي أوضح أن " الرسالة تهدف للتوصل إلى صيغة عمل عربي مشترك يخدم المصالح العليا للامة العربية."

وعرض الشرع خلال اللقاء المستجدات فى المنطقة مشددا على اهمية التنسيق الثنائى بين البلدين الشقيقين سورية والسودان بهدف تعزيز العمل العربى المشترك.

بدوره، أكد البشير اهمية تضافر الجهود العربية لمواجهة الضغوط والتهديدات التى تتعرض لها الامة العربية معربا عن الامل بان تخرج القمة العربية فى الرياض بقرارات تتناسب وحجم هذه الاخطار والضغوط.

وفي تصريحات للصحفيين، وصف الشرع اللقاء مع الرئيس البشير بأنه كان ايجابيا مؤكدا ان هناك تنسيقا تاما وتعاونا مستمرا بين البلدين في جميع المجالات وقال ان سورية تدعم وتؤيد موقف السودان تجاه قضية دارفور وكل ما يثار حولها.

واعرب الشرع عن امله بأن تثمر القمة العربية القادمة بالرياض عن نتائج ايجابية وتحقق نجاحات اضافية مشيرا الى ان المنطقة تمر بمرحلة مفصلية وتاريخية حساسة تستدعي الخروج بحد ادنى من وحدة الصف العربي.

من جانبه قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني ان اللقاء تناول قضايا ملحة تخص المنطقة كما انه يأتي استشرافا للقمة العربية القادمة خاصة وان القضايا التي ستطرح فيها تتطلب تبادل الاراء والحوار بين الدول العربية حولها.

ومن الخرطوم، توجه نائب الرئيس فاروق الشرع إلى صنعاء التي وصلها مساء الثلاثاء حيث سيلتقي الأربعاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليسلمه رسالة من الرئيس الأسد.

مصادر
سورية الغد (دمشق)