استبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم انعقاد القمة العربية المقررة في الرياض يومي الأربعاء والخميس بالتأكيد أنه " ليس وارداً أبداً بروز اختلاف في المواقف العربية تجاه القضايا المطروحة التي ستعرض على القمة العربية سواء بالنسبة للعراق أو فلسطين أو لبنان أو أي بلد عربي ".

وأشار في حوار شامل أجرته معه صحيفة الشرق القطرية ونشرته أمس الاثنين إلى أن "رائد الجميع وهدف الجميع هو المصلحة العربية العليا ".

وفي الشأن اللبناني جدد الوزير المعلم الموقف السوري الذي " يدعم التوافق بين اللبنانيين جميعهم دون استثناء وحول مختلف المسائل وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون على جدول أعمالها تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة من تثبت الوقائع الجرمية أدانته في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.. وقانون الانتخاب.".

واعتبر وزير الخارجية السوري أن "أي عمل يهدف إلى نشر اليونيفل على الحدود السورية ـ اللبنانية يعني أنه خروج على القرار (1701) وهو يمثل دفعاً للأمور بين سورية ولبنان إلى حالة من التوتر وهو ما لا ترغب به سورية.. ".

وأكد الوزير المعلم أن "رؤية الموقف السوري للحل السياسي لمشكلة العراق تنطلق من الحرص على وحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات، وعلى حريته واستقلاله "، وأشار إلى دعم دمشق لاتفاق مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

ونفى وزير الخارجية السوري أن تكون بلاده "معزولة "، ونوه بأنها " تستقبل بشكل يكاد يكون يومياً وفوداً ووزراء وسياسيين وأعضاء برلمانات ومسؤولين أوروبيين وعرباً وحتى أمريكيين.. " ، وانتقد الإدارة الأمريكية التي " رغم كل ما هي فيه من تخبط، لم تتوصل بعد إلى استنتاج أن سياسة العزل غير مجدية.. مشيراً إلى أنها " بدأت تتصل بسورية وإن عبر بوادر خجولة "..

(سورية الغد) تنشر اللقاء كاملاً كما ورد أمس في صحيفة الشرق القطرية.

الاتصالات الأمريكية - السورية لا تزال بوادر خجولة

دمشق تسعى لوحدة لبنان وأمنه واستقراره

من حق إيران امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية ومن حق الجوار الاطمئنان وتبديد القلق

الخلاف السوري - الأوروبي سيجد طريقه إلى الحل

السلام لن يتحقق قبل الانسحاب الإسرائيلي إلى خط يونيو 67

أجرت الحوار من دمشق هدى سلامة :

للحوار مع وزير الخارجية السورية نكهة خاصة.. فهدوؤه، ونبرة صوته الواثقة يوحيان لمحادِثِه أو محاوره، خصوصا إذا كان صحفياً متابعاً للسياسة السورية، بدقة ما يسمعه من تعابير.. ناهيك عن المعاني البعيدة والدلالات الأكيدة للمفردات والألفاظ التي يحرص على استخدامها في لغة التخاطب.. وأستطيع القول، بحكم متابعتي للشأن السوري إن الدبلوماسية السورية مدرسة بذاتها.. ولا شك أن وزير الخارجية السوري الأستاذ " وليد المعلم " قد تخرج فيها بدرجة امتياز.. فقد تدرج في السلك الدبلوماسي: سفيراً، ونائباً لوزير الخارجية، ثم وزيراً خبر دهاليز السياسة الدولية، ومنعرجاتها، وهو إلى ذلك مطّلع ومتابع لدرجة أنه يدفعك لأن تسأل نفسك: من أين له كل هذا الوقت الذي يتيح له قراءة الصحف والمجلات والتقارير وإجراء الاتصالات، وعقد الاجتماعات، واللقاءات والمشاركة في الحوارات، وحضور المؤتمرات والمنتديات، مضافاً إلى ذلك كله السفر ومقابلة الزعماء ونظرائه من الوزراء...

من هنا كان من الصعب، ليس عليّ وحدي، الحصول على موعد للقاء وزير الخارجية السورية ورئيس دبلوماسيتها، ليس لأنه يمتنع عن ذلك، وإنما لانشغاله الدائم بكل ما أشرنا إليه وذكرناه.. ومع ذلك استطاعت الشرق أن تحصل على موعد مع الوزير المعلم، رأينا أنه على قصر المدة المتاحة للحوار مع معاليه، يحقق الهدف الذي نسعى إليه، أو بعضه على الأقل.. وهو المتمثل بإطلاع قارئ الشرق العزيز على الموقف السوري من أهم قضايا المنطقة على كثرتها وتعقيدها، خصوصاً أن هذا الحوار مع معاليه يجري عشية القمة العربية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التي تكثر التحليلات، والتنبؤات، والتوقعات بشأن نتائجها ومنعكسات ما سيدور فيها من نقاشات على القضايا الشائكة، ولا سيما في العراق وفلسطين ولبنان، إضافة إلى الملف النووي الإيراني والمواجهة المحتملة ما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وربما إسرائيل!!.

ومع اعتذارنا للسيد الوزير "وليد المعلم" وزير خارجية سورية عن اقتحامنا للفترة الوحيدة المتاحة للقائه خلال قيلولته.. نبدأ الحوار من علاقات سورية بالدول العربية بعد ما مرت به خلال المرحلة الماضية:

ü معالي الوزير: مرت العلاقات السورية ـ العربية، والسورية ـ الدولية خصوصاً الأوروبية والأمريكية بمرحلة ما يسمى بالجزر، بعد المد.. كيف هي علاقات سورية اليوم.. مع العرب.. مع قطر ودول مجلس التعاون الخليجي تحديداً.. ثم مع أوروبا وأمريكا.

- علاقات سورية مع دولة قطر الشقيقة خصوصاً ومع سائر دول الخليج العربية ومجلس التعاون الخليجي سليمة ومتينة وبناءة.. نحن عرب أولاً وأخيراً، قد تختلف وجهات النظر حيال قضية ما، مسألة ما.. لكن الهدف الذي نرمي إليه جميعاً هو واحد.. وهو المصلحة العربية المشتركة.. وبالنسبة لدولة قطر، فقد كان لمتانة علاقات الإخوة ما بين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والسيد الرئيس بشار الأسد دور كبير في إرساء أسس وقواعد متينة للعمل المشترك، لا سيما في المحافل الدولية.. دولة قطر تنهض بدور سياسي ودبلوماسي مهم وكبير لما فيه مصلحة الأمة العربية وخيرها.. أما العلاقات مع الاتحاد الأوروبي فإنها بدأت تتجه نحو الحوار الهادئ.. وأما مع الولايات المتحدة فما تزال مجرد بوادر خجولة من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية الحالية.

القمــة العـربيــة

ü معالي الوزير: عشية القمة العربية في الرياض، هل تعتقدون أن الفتور الحاصل في العلاقات السورية ـ السعودية سوف يؤدي إلى تباين في رؤية كل من البلدين حيال الحلول المطروحة للقضايا العالقة في المنطقة، ولا سيما في العراق وفلسطين ولبنان.. وبالتالي إلى بروز اختلاف جديد سوري ـ سعودي؟.

 بداية أعتقد أنكم سمعتم بالأمس القريب تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد أن السحابة التي كانت قائمة بين البلدين الشقيقين قد انزاحت والحمد لله.. وثانياً لقد أسلفت القول إننا جميعاً نهدف إلى المصلحة العربية المشتركة.. ولما فيه خير الأمة العربية سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان أو أي بلد عربي.. وثالثاً.. فإن أية قضية تطرح على الزعماء العرب في القمة العربية تمر قبل ذلك بمرحلة تبادل الآراء ووجهات النظر التي تعبر عن موقف أي بلد عربي من أية قضية مطروحة، وذلك كله يجري في إطار الاحترام المتبادل.. ومن ثم يتم التوصل إلى صيغ مشتركة لمشروع القرار المنوي عرضه على الزعماء العرب في القمة، والذي يتضمن القوائم العربية المشتركة إزاء القضية المطروحة.. من هنا أقول: إنه ليس وارداً أبداً بروز اختلاف في المواقف العربية تجاه القضايا المطروحة التي ستعرض على القمة العربية سواء بالنسبة للعراق أو فلسطين أو لبنان أو أي بلد عربي.. فمن المؤكد أن رائد الجميع وهدف الجميع هو المصلحة العربية العليا.

سيـاسـة عـزل سـوريـة غيـر مجـديـة

ü معالي الوزير: كثيراً ما يكرر رموز ومسؤولو الإدارة الأمريكية القول إن سورية معزولة.. وأن عليها أن تعيد النظر في سياساتها حيال المشكلات القائمة في المنطقة.. ويتردد ذلك خصوصاً عندما يزور مسؤول أوروبي أو سياسي أمريكي دمشق.. هل سورية معزولة؟!

 لا.. أبداً.. لا شك أنكم تلاحظون أن دمشق تستقبل بشكل يكاد يكون يومياً وفوداً ووزراء وسياسيين وأعضاء برلمانات ومسؤولين أوروبيين وعرباً وحتى أمريكيين..

المشكلة تتمحور حول تفكير ونهج الإدارة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة.. هذه الإدارة، رغم كل ما هي فيه من تخبط، لم تتوصل بعد إلى استنتاج أن سياسة العزل غير مجدية.. ولذلك فإن مسؤوليها يكررون دائماً بأن تقاطر السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين العرب أو الأوروبيين.. أو حتى الأمريكيين لا يعني انفتاحاً على سورية.. مع أن الإدارة الأمريكية نفسها بدأت تتصل بسورية وإن عبر "بوادر خجولة ".. لكن تظل المشكلة المتمثلة بأن هذه الإدارة ما تزال تؤمن بأن استخدام القوة هو الذي يحل المشاكل.. وقد ثبت للإدارة الأمريكية نفسها، كما لكل العالم أن هذه السياسة فاشلة وغير مفيدة.. والأمثلة في العراق.. وغير العراق واضحة كل الوضوح..

من جهة ثانية نحن نشجع الحوار.. والتوجه نحوه.. ولا نضع شروطاً مسبقة.. لأننا نريد حلولاً حقيقية عبر الحوار السياسي البناء.. آخذين في الاعتبار أننا من أهل المنطقة وأننا أدرى بشؤونها ومصالحها.. فأهل مكة أدرى بشعابها.

لا إمـلاءات.. ولا للانتقــائيـة

ü معالي الوزير: قبيل زيارات عدد من المسؤولين الأوروبيين لسورية.. خافيير سولانا، وقبله وزير خارجية بلجيكا.. برزت إشارات أوحت بأن هؤلاء المسؤولين يحملون معهم شروطاً.. ولنكن أكثر وضوحاً: إملاءات أمريكية على سورية أن تقبل بها وإلا فإن الموقف الأمريكي والموقف الأوروبي المتطابق معه من سورية سيبقى كما هو.. ما مدى صحة هذه الملاحظة؟

 من حيث المبدأ سورية لا تقبل ولم تقبل في السابق ولن تقبل في المستقبل أن يملي عليها أحد شروطاً أو إملاءات تجاه أية قضية وطنية كانت أو قومية هذا من حيث المبدأ والأساس ودقة الموقف..

أما حيال ما تقولين إنها إيحاءات.. فنحن لم نلمس هذا.. الرجلان (أو غيرهما) لم ينقلا أو يمليا شروطاً.. حقيقية الأمر تتمثل في أن هناك وجهات نظر حول مواضيع محدده بعضها يمكن أن يكون توافقاً أو متطابقاً.. وبعضها الآخر ربما يكون مختلفاً عليه.. وهذا طبيعي في العلاقات بين الدول.. وهو أيضاً طبيعي بسبب حقائق التاريخ والجغرافيا القائمة سواء بالنسبة لموقع سورية في المنطقة، أو لموقع بلجيكا أو الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمنطقة أيضاً.

ü مثلاً.. معالي الوزير: ألا ترون أن بعض المسؤولين الأوروبيين الذين يزورون سورية من آن لآخر يتحدثون بلسان حال فريق لبناني محدد يعارض أو لنقل يخاصم سورية، خصوصاً عندما يكون الحديث حول القرار (1701) أو غيره، متناسين أو متجاهلين وجهة النظر السورية؟

 الجميع يعرف أن سورية كانت وما زالت مع التطبيق الكامل لكل قرارات الشرعية الدولية بدءاً من القرار (242) وسائر القرارات الأخرى.. المشكلة القائمة تتمثل، وللأسف الشديد، في أن بعض الدول الغربية ما تزال تتخذ مواقف " انتقائية " تجاه تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.. وهذا مؤسف وغير منطقي ولا يمكن قبوله.

الحـوار قـادم حـول الملفـات السـاخنـة

ü معالي الوزير: هل صحيح أن المفوض الأعلى للسياسة الأوروبية خافيير سولانا طالب سورية بتعديل موقفها تجاه الأوضاع القائمة في العراق ولبنان وفلسطين.. وإلا فإن أوروبا لن تعدل مواقفها تجاه سورية؟

 أولاً بخصوص موضوع العراق فإن رؤية السيد الرئيس بشار الأسد، وهي تمثل الموقف السوري للحل السياسي لمشكلة العراق الشقيق الذي يعاني شعبه ويلات الاحتلال.. هي رؤية شاملة ومتكاملة.. وهي تنطلق أساساً من حرص سورية، كما كل العرب، على وحدة العراق أرضاً وشعباً ومؤسسات، وعلى حرية واستقلال هذا البلد الشقيق، وعلى حرمه أراضيه، وهويته العربية الإسلامية.

وثانياً بالنسبة للملف الفلسطيني فإن سورية كانت المبادرة إلى دعم جهود العاهل السعودي وتأييد ما تم التوصل إليه في مكة المكرمة، وشجعنا ورحبنا بتوافق الأشقاء الفلسطينيين وتوصلهم إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.. ونحن ما توقفنا يوماً عن مطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى الحكومة الفلسطينية المنتخبة التي كانت ثمرة للديمقراطية التي أرادتها وشجعتها الدول الغربية.

وأما حيال ما يخص لبنان الشقيق فقد كان هنالك اختلاف في الرأي والمواقف تجاه الوضع في لبنان.. وهذا الاختلاف ينبع من أن الغرب يدعم حكومة السنيورة فقط في حين أن الموقف السوري يدعم التوافق بين اللبنانيين جميعهم دون استثناء.

وعلى كل الأحوال فإن المسائل الخلافية القائمة ستكون، إضافة إلى سبل إطلاق عملية السلام العادل والشامل استناداً إلى مبادرة بيروت العربية، هي محور مواضع الحوار المقبل ما بين سورية والاتحاد الأوروبي.

لبنــــان

ü معالي الوزير: في الوقت الذي تزايد فيه التفاؤل بإمكانية إلى اتفاق بين المعارضة والموالاة في لبنان عبر لقاءات الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري.. تعالت أصوات من فريق الموالاة وتحدثت بعض القيادات اللبنانية المعادية لسورية.. بل وأعلن وزير الداخلية اللبناني عن كشف شبكات تخريبية تنظمها وتدعمها سورية وعن ضرورة نشر قوات اليونيفل على الحدود السورية - اللبنانية.. ما حقيقة الموقف؟

 أولاً: لقد أكدت سورية للجميع أنها تدعم وتبذل جهداً لتحقيق التوافق بين جميع اللبنانيين حول مختلف المسائل وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون على جدول أعمالها تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة من تثبت الوقائع الجرمية أدانته في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.. وقانون الانتخاب.

وأن سورية تدعم وتشجع الحوار بين اللبنانيين أنفسهم لما فيه مصلحة ووحدة لبنان واستقلاله. وأن على الجميع عرباً ومجتمعاً دولياً دعم ومساندة كل ما يتوافق اللبنانيون عليه.

وثانياً: في ما يتعلق بالاتهامات والمزاعم والافتراءات التي يوزعها البعض وتنشر بين حين وآخر.. فبكل بساطة وصدقية نقول: إنها تفتقر إلى الحد الأدنى من الصدقية، وتفتقر إلى الأدلة والإثباتات.. وإن توقيت إطلاقها هو توقيت مشبوه لأنه يتزامن مع كل بادرة اتفاق بين اللبنانيين، ومع نقاشات مجلس الأمن حول تقرير المحقق الدولي في جريمة اغتيال الحريري.

أؤكد أن ما يهم سورية هو أمن واستقرار ووحدة لبنان وحرمة أراضيه.

اليـونيفــل

ü وماذا عن الحديث عن انتشار قوات اليونيفل على الحدود السورية - اللبنانية؟

- هنا المسألة واضحة أيضاً.. فالقرار (1701) حدد مهام هذه القوات كقوات حفظ السلام في جنوب لبنان.. والأمم المتحدة عادة ترسل مثل هذه القوات إلى بلدين نشبت بينهما بعض الاشتباك.. وهذا ما حصل في يوليو 2006 وأي عمل يهدف إلى نشر اليونيفل على الحدود السورية ـ اللبنانية يعني أنه خروج على القرار (1701) وهو يمثل دفعاً للأمور بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان إلى حالة من التوتر وهو ما لا ترغب به سورية.. وهذا ما دفعني للقول: إن سورية تحبذ إغلاق حدودها مع لبنان على أن تصل الأمور إلى حالة التوتر هذه بيننا وبين الأشقاء اللبنانيين وهي الحالة التي يتمناها ويسعى إليها ويعمل من أجلها أعداء لبنان وأعداء سورية وأعداء السلام أصلاً..

دول الاعتــدال

ü معالي الوزير تتناقل أوساط إعلامية وأخرى سياسية مراقبة أن الجولة المرتقبة لكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية على ما تسمى " دول الاعتدال " العربي عشية القمة العربية في الرياض هي بغرض أن تحدد رايس لهذه الدول ما ينبغي أو ما لا ينبغي أن يتضمنه بيان القمة..

هل يمكن أن يكون الأمر كذلك؟

- ربما يكون من المتوقع أو من المعتاد أن تسعى السيدة رايس إلى مثل هذا الأمر.. لكن ما يهمنا في هذا كله هو ماذا سيكون جواب العرب على ما قد تسعى إليه وزيرة الخارجية الأمريكية.. ماذا سيكون الموقف العربي؟.. هذا الأمر يحتاج إلى تعريف واضح لمعنى " الاعتدال ".. كيف تقيس الإدارة الأمريكية هذا الاعتدال؟!.. بأي معيار. هذا هو المهم.. المهم موقف العرب لا ما تحاول رايس أو تسعى إليه.

نأخذ النبض الفرنسي لاغيره

ü معالي الوزير: نسبت صحف إسرائيلية إلى الرئيس الفرنسي شيراك دعوته إسرائيل خلال حربها على لبنان في يوليو من العام الماضي لتضييق هجومها على لبنان وتوسيع عدوانها باتجاه سورية لإسقاط النظام واحتلال سورية مقابل أن يوفر الرئيس شيراك لإسرائيل الدعم والتفهم الأوروبي وفي مجلس الأمن، إضافة إلى الدعم المادي واللوجستي..

لماذا يفعل الرئيس شيراك هذا.. ما أسباب هذا الانقلاب الكبير في مواقفه التي كانت إيجابية جداً تجاه العرب وسورية خصوصاً؟

 أنا لا أدري ما إذا كان الرئيس شيراك قد فعل هذا بشكل مؤكد أم لا؟ فالمعلومات نشرتها الصحافة الإسرائيلية.. وعلى كل حال نحن نأخذ رسمياً ما صدر عن الخارجية الفرنسية التي نفت نفياً قاطعاً ما نسب إلى الرئيس الفرنسي ما نشرته الصحافة الإسرائيلية.

أما لماذا هذا الانقلاب في مواقف الرئيس شيراك.. فهذا تفسيره عنده أيضاً وليس عندنا.

دعـوات ليفنـي: العـربـة أمـام الحصـان

ü معالي الوزير: أيضاً " تسيبي ليفني " وزيرة خارجية إسرائيل دعت القمة العربية إلى تعديل المبادرة العربية.. كما دعت الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل.. ما ردكم على دعوتيها هاتين؟

- أولاً قمة بيروت أجمعت على المبادرة ولا تعديل عليها سواء دعت لذلك ليفني أم لم تدع إليها تعديلها.

وثانياً: فإن التطبيع هو ثمرة من ثمار السلام الذي لن يقوم دون انسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من يونيو 1967.. لذلك فالأمن لن يتحقق دون هذا الانسحاب وبذلك تكون هذه الدعوة بمثابة استخفاف بحقوق العرب وهو قلب للحقائق.. ما تدعو إليه ليفني ينطبق عليه المثل القائل " كمن يضع العربة أمام الحصان " لا تطبيع ولا أمن دون انسحاب الاحتلال الإسرائيلي إلى حدود ما قبل الرابع من يونيو وبهذا يمكن أن يحقق السلام.. فأين إسرائيل من هذا؟

الملــف الإيـرانـي

ü معالي الوزير: خلال جولتكم على عدد من الدول الخليجية وسعيكم لتطمين دول جوار إيران إلى أن الملف النووي الإيراني ذو أهداف سلمية وليس عدوانية.. هل استطعتم أقناع هذه الدول وطمأنتها؟

 من المؤكد أن المنطقة العربية كلها، وضمنها سورية، تعيش حالة قلق حقيقي من احتمال حصول مواجهة عسكرية ما بين إيران والإدارة الأمريكية.. نحن نعتقد أن من حق إيران وأية دولة امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية.. ومن حق الدول العربية المجاورة لإيران أن تطمئن إلى حقيقة الأهداف السلمية الإيرانية من وراء امتلاك هذه التكنولوجيا. وهذا لا يتم إلا من خلال التعاون والتفاهم بين هذه الدول من جهة ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وليس من خلال المواجهة المسلحة التدميرية التي تسعى إليها الإدارة الأمريكية وإسرائيل، ولا من خلال قرارات العزل والعقوبات والتهديد باستخدام القوة.. ولهذا نحن في سورية ندعو للحوار والدبلوماسية الهادئة وليس للوعيد والتهديد بالدمار سيصيب المنطقة كلها لو حصل لا سمح الله.

ü معالي الوزير: شكراً لإتاحتكم هذه الفرصة لقراء الشرق للإطلاع على رؤية سورية الشقيقة تجاه مختلف قضايا الساعة، لا سيما الساخنة منها..

 شكراً لكم.. ولـ الشرق العزيزة.. وكل تمنياتنا لقطر الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً عزيزاً بالتوفيق والتطور والنجاح والسعادة، ومزيد من التعاون ما بين سورية ودولة قطر.

مصادر
سورية الغد (دمشق)