تفاوتت المواقف اللبنانية من الكلام الذي أطلقه رجل الأعمال الأميركي – السوري ابراهيم سليمان في الكنيست الاسرائيلية أول من أمس، وإعلانه ان سورية ستقطع علاقاتها بـ «حزب الله» اذا توصلت الى سلام مع اسرائيل، وان الرئيس السوري بشار الأسد رفض فتح جبهة في حرب تموز (يوليو) بناء على طلب من لبنانيين وسوريين.

وعلق النائب سمير فرنجية (قوى 14 آذار/ مارس) على هذا الكلام بقوله: «إن «حزب الله» سلعة جرى عرضها للبيع في الكنيست الاسرائيلية». ودعا الحزب الى «مراجعة حساباته، والباب مفتوح أمامه ليعود الى الدولة اللبنانية». وأكد ان «ضمانة «حزب الله» الفعلية لا يمكن ان تأتي من الخارج بل هي في الداخل وفي اطار الدولة».

واستغرب فرنجية في حديث الى «وكالة الأنباء المركزية» «صمت قوى 8 آذار اللافت بعد الإعلان عن زيارة موفد سوري اسرائيل»، وسأل: «هل كانوا على علم بهذه الزيارة، وهل القيادة السورية أطلعتهم عليها؟ فإذا أعلمتهم بها فلماذا هذا الهجوم غير المبرر على الحكومة اللبنانية والاتهامات التي يوجهها هذا الفريق الى فريق 14 آذار؟ وإذا لم يكونوا على علم فما هو الموقف الذي سيتخذونه؟».

وأشار فرنجية الى أن «هناك مشروعاً سورياً يهدف بوضوح الى ترتيب العلاقة السورية - الأميركية عبر إسرائيل. هذا الأمر شأن سوري ولكن علينا جميعاً ان لا نجعل لبنان يدفع ثمن هذه السياسة».

وأعرب عن اعتقاده بـ «أن «حزب الله» لم يكن على علم بما كان يحضّر بين سورية واسرائيل ولم يكن يتصور ان الأمور ذهبت الى هذا الحد، فللمرة الأولى هناك إعلان عن ان سورية ليست فقط غير متضامنة مع الحزب لا بل هي ذاهبة الى ابعد من ذلك انها على استعداد لقطع العلاقة والدخول في نظام محاربة الإرهاب. وهذا أبعد بكثير مما ذهبت اليه الدول العربية الأخرى».

ورأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» (قوى 8 آذار) النائب فريد الخازن أن «الجديد في موضوع اللقاءات التي لم تنقطع يوماً بين اسرائيل وسورية منذ عام 1995، هو الشكل، اذ للمرة الأولى يذهب شخص للإجتماع مع الاسرائيليين في الكنيست». وأضاف لـ «المركزية»: «صحيح انه سوري يملك الجنسية الأميركية إلا انه معروف عنه انه على علاقة مباشرة وتواصل مع النظام في سورية وكان مسؤولاً عن المفاوضات التي كانت قائمة أخيراً وأعلن عنها لاحقاً، كما انه مقرّب جداً من النظام السوري. والصفة الأهم للرجل هي هذا القرب من النظام وليس لكونه مواطناً أميركياً».

ورفض «حزب الله» التعليق على مواقف سليمان. وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن رداً على سؤال عن قراءة الحزب لمواقفه بالقول: «لا تعليق». وسألته «المركزية»: هل قرار عدم التعليق اتخذه نواب «حزب الله» جميعاً؟ فأجاب: «أعتقد ذلك».

وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر: «لا يمكن ان أبني على معلومات إعلامية لأعتبر ان سليمان هو مفاوض سوري وان هناك مفاوضات سورية - اسرائيلية، هو مواطن سوري يملك الجنسية الأميركية وكل ما نعرفه انه دُعي الى الكنيست إلا أن أحداً لا يعــرف حقيقة النشاط الذي يقوم به وطبيعة مهمته، وليس مســتغرباً ان يزور شخص أميركي اسرائيل».

وأضاف زعيتر: «لم تكن سورية تعمل تحت الطاولة ومواقفها المعلنة دائماً من مؤتمر مدريد والأرض مقابل السلام ومبادئ الشرعية الدولية لم تتراجع عنها يوماً. اما المعلومات الإعلامية وما ظهر على الشاشات التي جمعت بالصورة والصوت المفاوض سليمان مع لجنة الخارجية في الكنيست فلا يمكن وضعها في خانة المفاوضات الرسمية السورية مع إسرائيل. من هنا نحن نشكك بهوية المفاوض وهدفه». وعن عدم صدور نفي سوري، قال زعيتر: «لطالما تجاهل السوريون هذا الرجل، وهو كان ظهر في محاولة للدسّ على الموقف السوري للإيحاء بأن ثمة مفاوضات تحت الطاولة ومنذ ذلك الوقت كشفت الأمور بأن الرجل لا يحاور باسم السوريين وفي المختصر، لم نعتد على سورية تحاور بهذا الأسلوب».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)