تصاعد التوتر الإيراني - الإسرائيلي أمس، إذ اتهم جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) طهران بتجنيد جواسيس من الإسرائيليين ذوي الاصول الإيرانية، وأعلن عن اعتقال أحدهم وانه زار طهران. في المقابل، هاجم الرئيس محمود أحمدي نجاد «الكيان الصهيوني والدول التي تتعاون معه سراً»، مؤكداً ان الشعب الإيراني «صامد حتى تحقيق مطالبه كلها».

وفي خطاب ألقاه في محافظة فارس (جنوب)، قال أحمدي نجاد إن إسرائيل «مكروهة من الشعوب اكثر من أي نظام آخر الى درجة ان بعض القوى تخفي علاقاتها بها خوفاً من شعوبها». وتوجه إلى الدول الغربية قائلاً: «اذا تصورتم ان بإمكانكم التحدث مع شعوب هذا العصر بلغة القوة وانتهاك القانون فإنكم مخطئون، لأن عهد الطواغيت والامبراطوريات والأنظمة الشاهنشاهية ولّى، وهذا عصر الشعوب».

في الوقت ذاته، أعلن رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغازاده ان بلاده «ستستخدم كل الوسائل لتحقيق مشاريعها في ناتانز»، وأكد أن النشاط مستمر في المنشأة «لنشر أجهزة الطرد المركزي». وكرّر آغازاده أن «عملية تركيز الأجهزة ستتواصل حتى تصل الى 50 الف جهاز»، موضحاً ان ذلك قد يستغرق «سنتين الى أربع سنوات تبعاً للوضعين الداخلي والدولي». كما أكد ان «مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين زاروا ناتانز غادروا إيران مساء الأحد»، مكرراً إن بلاده لا تريد الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

ورأى آغازاده أن «الوقت حان لإجراء مفاوضات جديدة (مع الغرب) بخصوص البرنامج الايراني»، واستطرد: «سواء وافقوا ام لا على الوضع الجديد في ايران، فإن ذلك لن يبدّل شيئاً، لكننا نعتبر ان الظروف مواتية أكثر من أي وقت لإجراء مفاوضات جديدة بين الطرفين».

في غضون ذلك، انتقد الناطق باسم الحكومة وزير العدل الإيراني غلام حسين الهام «تسريب الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني»، مؤكداً أن «الجميع يعلم المستوى الذي بلغناه في مجال التكنولوجيا النووية، وهو يخضع لرقابة الوكالة الدولية».

وقال جون رود مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إن واشنطن قدمت «أفكاراً جديدة» لموسكو أمس في شأن التعاون معها حول الدرع المضادة للصواريخ. وأضاف عقب محادثات مع ديبلوماسيين ومسؤولينعسكريين روس في موسكو: «أحضرنا معنا بعض الافكار للتعاون وأوضحنا اننا منفتحون على التعاون مع روسيا في شأن عدد واسع من نشاطات الصواريخ الدفاعية».

«جواسيس»

في تل ابيب، قال مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي ان إسرائيلياً من أصل إيراني اعتقل لدى عودته إلى الدولة العبرية من زيارة لإيران. وأكد ان الموقوف أقرّ بأنه «مجنّد من ضباط استخبارات إيرانيين»، كما اعترف بتلقي أموال منهم «لتغطية نفقاته».

وأشار إلى أن الموقوف لم يكن يعتزم إبلاغ السلطات الاسرائيلية باتصالاته مع المسؤولين الإيرانيين، وان ضباط الاستخبارات الإيرانيين طلبوا منه استدراج قريب له كان يعمل لدى أجهزة الأمن الاسرائيلية للتوجّه إلى اسطنبول.

ولفت المصدر إلى أن تحقيقات جرت خلال العامين الماضيين في عشر محاولات مماثلة مع يهود إيرانيين، تعرضوا لضغوط لخدمة الاستخبارات الإيرانية. لكن اللافت هو إعلان مسؤول استخباراتي انه تقرّر عدم تقديم أي من الذين خضعوا للتحقيق، الى القضاء باعتبار ان المحاولات الإيرانية لتجنيدهم احبطت. وعزا المسؤول نفسه عدم محاكمة الإسرائيلي الذي اعتقل أخيراً إلى أنه «لم يتسبب بأي ضرر أمني».

وأشارت معلومات الى التحقيق مع عدد من الإسرائيليين المئة الذين زاروا أخيراً أقاربهم في ايران «وتعرّضوا هناك لضغوط من الاستخبارات الإيرانية للعمل لحسابها». وأضاف ان محاولات التجنيد تبدأ في اسطنبول، حيث يتوجّه الإسرائيليون ذوو الأصول الإيرانية الراغبون في زيارة أقاربهم في إيران إلى القنصلية الإيرانية في المدينة للحصول على تأشيرات دخول.

من جهة أخرى، حضّت واشنطن طهران على تقديم معلومات حول عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي)، فقد منذ أكثر من شهر في جنوب إيران. وأشار الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك الى استياء أميركي لعدم تقديم طهران معلومات حول روبرت ليفينسون الذي اختفى خلال زيارته جزيرة كيش الإيرانية. وتمثل السفارة السويسرية مصالح واشنطن في طهران، باعتبار ان العلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين الجانبين منذ 27 سنة.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)