قالها بثقة المنتصر العارف بالتاريخ وعلى الأغلب ساكنه، انه قرن الحروب الدينية، وأضاف أنها موجودة ومستمرة منذ الحروب الصليبية ولكنها كانت مستترة وآن الأوان لنضع النقاط على الحروف وننهي هذه المسألة لأنها أصبحت خطيرة على وجودنا، لقد أعلنها جورج بوش ولكنه لم يدري انه يحفر قبر الغرب بيديه .

ليست المسألة في ان هذا الرأي صحيح او مخطىء، ولكنه وجهة نظر تستحق الحوار، لأنه حوار متشعب ومتطبق وله من المناحي ما لا يعد ولا يحصى مما يخصنا نحن ومما يخص الآخر الغرب الذي لا يمكن جمعه في سلة واحدة وتحت أي عنوان إلا في حالة واحدة هي الأسود والأبيض المعروفة تراثيا والمتجددة بوشيا ولا دنيا .

ان إعلان الحرب على هذه الطريقة هو أولا مصادرة رأي أمم وشعوب متنوعة الروية والقناعة والعلاقة مع الدين، وثانيا هي حرب أي استخدام كل شيء في سبيل كسبها أي وضع القوى مقابل بعضها عل واحدة تلغي الأخرى وهو منظر طالما اختبرناه واكتشفنا أن ما ينقصنا هو الحداثة وفي هذه الحالة تنتفي ضرورة الحرب الدينية بأي مقياس يمكن اختياره ، اما ثالثا فمن قال أن الحرب الدينية تقف او تتبلور في صراع ثنائي كمعادلة رياضيات محايدة فالاقتتال على الله او بسببه هو اقتتال على رأي فيه، ومن لا يشارك هذا الرأي ولو بتفصيل صغير هو من الخندق الآخر، والديانات كما هو معروف شيع وملل ونحل وهذه معركة مفتوحة عاجلا ام آجلا لأن الاختلاف هو أس الحرب والمشكلة في التوقيت، رابعا والاهم هو تلك الانتكاسة في التفكير لمن هم قادرون على عقلنة المسائل والقضايا، حيث أنهم يعرفون ان الصراع هو صراع مصالح امم ولكن من شدة الإحباط وانغلاق الأبواب على التفكير لا يرون إلا بوابة الماضي مكانا ليلجئوا إليه، لأن فيه كل مانشيتات الانتصار (طبعا دون الدخول في التفاصيل) وضماناته، خامسا التورط في حرب دينية بناء على ما يبدو من الآخر تصريحا او تلميحا مع انه مخطىء أول عن آخر فنرضى ان يجرنا الى الموقع الخطأ الذي هو أكثر همجية .

قد تكون النقاط الخمسة الآنفة مبتسرة وربما منقوصة وهي على الأغلب كذلك ولكن الموضوع مفتوح في محاولة للتبصر في هذه المقولة التي تشارف على تشكيل ذهنية عامة تذهب بنا الى حرب حضارية او واقعية نحن نعرف نتائجها سلفا ، فهي وعلى الأقل تضعنا في حال الاستجابة لها ـ في الموقع الهدام للحضارة بدلا عن الموقع الرسالي الذي يفترض ان نكون به … أوليست الهداية في آخر المطاف رسالة حضارية .

مصادر
سورية الغد (دمشق)