أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الإعلاميين والسياسيين معنيون بالعمل من اجل فهم واضح لمسألة الإرهاب، وقال في تصريح خاص لسورية الغد "جميعنا معنيون بالمبادرة، وهذا لا يعني أن السياسيين فشلوا أو انهم لا يتقنون عملهم، ولكننا نسعى إلى حشد كل الجهود العربية في هذا المجال، حيث للرأي العام العربي دور هام. وعندما يكون الاعلام العربي اداة ضاغطة من اجل تحقيق اهداف نبيلة و سامية؛ فأنا اعتقد أن القيادات السياسية يجب أن تستمع لهذا الإعلام، وعندما تفعل ذلك نصبح قادرين على نقل هذا الفهم المشترك إلى المنتديات الدولية لكي يصبح نقطة تلاق بدل من أن يكون نقطة تناقض. و من ثم يمكننا أن ننتقل إلى مرحلة أخرى هي التأثير المباشر على المجتمع الدولي"

وعن مدى تأثير الإعلام العربي والإسلامي باعتقاده على الراي العام الغربي وصناع القرار اعتبر المقداد:"إن الغرب يراقب بشكل يومي ما يقوله الإعلام العربي لانه لا ينطق من فراغ، وهو ينقل واقعين أو ثلاثة على الأقل: فهو ينقل اراء القيادات، ويوصل نبض الشارع، وينقل بشكل او باخر تحليل الاعلاميين المبدعين وتوقعاتهم لما يجب ان تكون عليه الأمور تاليا"
وكان المقداد كشف خلال محاضرته التي ألقاها تحت عنوان "دور الإعلام في التفريق بين الكفاح الوطني والإرهاب" في المؤتمر الدولي الثالث للإعلام العربي والإسلامي الذي تستضيفه العاصمة السورية عن وجود نوع من الخلاف بين المشرعين العرب والمسلمين أنفسهم على تعريف الإرهاب، مما خلق الكثير من المشاكل، وقاد الى تناقضات بين وفود الدول الاسلامية وبين وفود الدول العربية، "بدلا من أن يكون التناقض بيننا جميعا من جهة و بين الآخرين الذين ينكرون علينا مفاهيمنا المتعلقة بأهمية التمييز بين الإرهاب و النضال المشروع للشعوب من اجل التحرر من الجهة المقابلة"، و شدد على وجوب أن يكون لنا كعرب و مسلمين "فهم واضح و موحد لهذا الأمر" كونه يتعلق مباشرة بـ"قضايانا المصيرية و بمستقبل شعوبنا".

كما حمل نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد بشدة على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ، وصفها بأنها سياسة عمياء وتشجع على التطرف كونها "لاتميز بين مصالحها ومصالح شعوب العالم"،
و أكد على وجود توافق في كثير من الأوساط الدولية على أن مثل هذه السياسات توفر الأسباب اللازمة للتطرف و " الذي يعود بشكل خاص على الولايات المتحدة بمزيد من الكراهية الشعبية لها في العالمين العربي والإسلامي".

و لفت المقداد إلى أن موضوع الإرهاب من اكثر المواضيع طرحا على اجندات النقاش الدولية، منتقدا في نفس الوقت أداء الإدارة الأميركية في هذا الخصوص، وبين أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد في المجتمع الدولي الذي لا يريد أن يضع تعريفا أو تحديدا للإرهاب.

وشدد على أن الإرهاب لا يأتي من فراغ، و أن "اتجاه الولايات المتحدة نحو التوسع و اكتساب المزيد من الوزن والنفوذ و التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعرض لبرامجها التعليمية والتربوية ومحاولات طمس هويتها وثقافتها؛ سيقود حتما الى التطرف".

و توقع المقداد أن تظل السياسة الأميركية إلى اجل غير مسمى "أسيرة للتناقض الواقعي بين مصلحتها في محاربة الإرهاب؛ و مصلحتها الموضوعية في دعم الإرهاب بمزيد من أسباب الحياة و النماء" .

و سخر المقداد من الطريقة التي تحاول فيها الادارة الاميريكية الحالية معالجة مشكلة الارهاب في العالم و شبّه سعيها الى ذلك "بمن يحاول استئصال الشجرة عبر قطعه بعض فروعها" في حين يعرف اخصائيوا الزراعة جيدا ان قطع بعض الفروع يشد من عزم الفروع الأخرى, حسب تعبيره

و لم يوفرالمقداد من انتقاداته بعض وسائل الاعلام العربية من دون ان يسمها و التي وصفها بانها "لا تملك من العروبة شيئا على الإطلاق" و أن ما تقوم به يلبي "غايات أخرى"، و أشار إلى أن هنالك "مصالح مباشرة للولايات المتحدة الأميركية و للغرب وحتى لاسرائيل في السعي لنشر اجهزة اعلامها بلغة عربية بين المواطنين العرب, مستفيدة من كافة اشكال الانفتاح والضغط".

مصادر
سورية الغد (دمشق)