ليس علينا ان ندرك ما حدث صباح أمس، لأن "البالونات" وحدها كانت تطرح لونا جديدا لسماء المدينة، يخرج عن مألوف الصباح الرمادي لصيف دمشق.. رمادي بشكل مباشر لأنه يحمل غمامة "مرورية" تتركنا في كل لحظة نتأمل ألوان السيارات وأحجامها، ثم نتوكل على الله ونحاول نسيان كل التقارير البيئيئة.

كانت السماء ملونة، وطلاب المدارس يركضون، ولأن المهرجانات مخنوقة بذاتها، أو متركمة بحيث لا نعرف متى تبدأ احتفالية لنودع اخرى فإننا حاولنا أن نشاهد فقط أو نبحث عن صورة نهائية لدمشق، ولصورتها في الذاكرة.. صورة ليست جميلة بالضرورة لكنها على الأقل معروفة سلفا.

كلما دخلنا مهرجانا ربما علينا أن ندرك طبيعة الصور التي ستهاجمنا، لكننا أيضا نسعى لمعرفة ما سيحدثه داخلنا.. أو ما سيتركه في قلب المدينة وبحركة سكانها، وعندما ندرك ان كل شيء تبدل نعرف أيضا أن كثرة "الأحداث" أو "الاحتفاليات" ربما لا تترك في الذاكرة الكثير.. أو على العكس تقلصها لأبعد الحدود.

نحتاج لهذا الفرح.. ونحتاج لأن يكون جزءا منا.. لا أن يصبح إعلانا طرقيا، أو بالونات نشاهدها فجأة في سماء المدينة.

مصادر
سورية الغد (دمشق)