"الموساد" ترفض التفاوض مع سوريا ودعوة لتشكيل حكومة ائتلافية

زيارة استفزازية لحاخامات يهود إلى المسجد الأقصى، و"الموساد" تحذر من فتح مفاوضات مع سوريا، ومواقف أميركية ملتبسة إزاء التهديد الإيراني، والدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في أهم عناوين الصحافة الإسرائيلية.


"استفزاز في ثوب ديني": انتقدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء قيام مجموعة من الحاخامات المحسوبين على التيار الصهيوني في إسرائيل يوم الأحد الماضي باعتلاء التلة التي يقع عليها المسجد الأقصى في القدس وأداء الصلاة. هذه الخطوة تصفها الصحيفة بأنها استفزاز خطير يهدد باندلاع مظاهرات حاشدة قد تخرج عن السيطرة وتسفر في النهاية عن سقوط الأبرياء. وتحذر الصحيفة الحكومة من مغبة التساهل مع تلك الطائفة من الحاخامات التي تتذرع بالقانون الديني لتمرير تفسيراتها الخاصة، مذكرة بالعنت الذي واجهته القوات الإسرائيلية عندما قررت الحكومة تطبيق خطة الفصل في غزة ووجهت للجنود بإخلاء المستوطنات. فقد تعالت وقتها أصوات بعض المتشددين من داخل الأوساط الدينية الصهيونية التي طالبت الجنود بعدم الامتثال للأوامر لأن الشريعة اليهودية تحرم عليهم ذلك. وتنطلق الصحيفة من هذا المثال لتسلط الضوء على الخلط القائم بين إدارة الدولة والقانون اليهودي الذي يهدد أحيانا باندلاع أزمات حادة لعل أوضحها ما قام به الحاخامات مؤخراً بزيارتهم للمسجد الأقصى. فالمعروف كما تقول الصحيفة أن إدارة مدينة القدس تابعة لسلطة الدولة المدنية ولا علاقة للحاخامات بها، وهو ما يحتم عليهم الانصياع كغيرهم للقانون والالتزام بعدم إثارة الحساسيات الدينية كيلا يتسربل الصراع السياسي برداء من الدين. وتفسر الصحيفة هذه الخطوة بالضعف الذي يعتري القيادة الدينية في هذه الأثناء، لا سيما بعد نجاح عمليات إخلاء المستوطنات ومرورها دون مشاكل، وهي اليوم تسعى إلى صرف الانتباه عن ضعفها عبر إثارة مشاكل أخرى كزيارة المسجد الأقصى.

"سوريا لن تقطع علاقتها مع حزب الله": هذه هي الخلاصة التي تضمنها التقرير المنشور على صفحات "هآرتس" يوم الاثنين الماضي وجاءت على لسان رئيس الموساد "مير داجان"، حيث قال حسبما نقلت عنه الصحيفة "إن من يعتقد بأن حديثنا مع سوريا سيدفعها إلى قطع العلاقات مع حزب الله فهو خاطئ". لكنه أضاف "وفي المقابل أعتقد بأن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه طرد "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من دمشق والتوقف عن دعمهما". ومع ذلك أطلق رئيس "الموساد" تحذيراً واضحاً من مغبة التفاوض مع سوريا قائلاً "إننا إذا دخلنا في مفاوضات مع سوريا وفشلت، سيكون خطر الحرب أكثر منه إذا لم ندخل المفاوضات أصلاً". وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من الموقف القاطع لرئيس الموساد "مير داجان" حول سوريا، فإنه اعتبر أن القرار في النهاية يعود إلى القيادة السياسية التي يتعين عليها البت في مسألة التفاوض مع سوريا، مؤكداً أن مهمته تقتصر على توفير الحقائق وتقييمها. هذا الموقف الرافض للتفاوض مع سوريا كما أعلنت عنه الموساد على لسان رئيسها يناقض، حسب الصحيفة، رأي كل من الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى مجلس الأمن القومي الذين أجمعوا كلهم على أن إشارات السلام التي يبعثها الرئيس الأسد جادة. وقد انضم إلى النقاش وزير الدفاع الإسرائيلي "عمير بيريتس" الذي نقلت عنه الصحيفة قوله "إذا كنت رئيسا للوزراء وقال الرئيس السوري تعالى لنتفاوض لاستمعت إليه، لكن المشكلة ليست فقط في مرتفعات الجولان، بل أيضا في موقف سوريا من إيران وما إذا كانت ستستمر في دعم "حزب الله" وحماس".

"إشارات ملتبسة": بهذا العنوان استهلت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي محيلة إلى المواقف الأميركية الغامضة تجاه إيران، لا سيما بعد الجولة الأخيرة لنائب الرئيس "ديك تشيني" في منطقة الشرق الأوسط . غير أن اللافت حسب الصحيفة ليست تصريحات "تشيني"، بل السياق العام الذي جاءت فيه بعد الميل الواضح الذي أبدته وزارة الخارجية الأميركية للانفتاح على إيران في المؤتمر الأخير حول العراق بشرم الشيخ. فالصحيفة تنتقد الأصوات التي تطالب بالتركيز على مسار الانفتاح على حساب تشديد العقوبات، أو التهديد باستخدام القوة العسكرية، لأن ذلك من شأنه أن يفرغ أي محاولة للحديث مع إيران من مضمونها. فحسب الصحيفة لن تلين المواقف الإيرانية حيال الملف النووي، ولن تمتثل للقرارات الدولية بهذا الشأن، إلا بمضاعفة الضغوط عن طريق تشديد العقوبات الاقتصادية. وإذا كان الانفتاح مطلوبا لذاته في التعامل مع إيران، كما تقول الصحيفة، إلا أنه يجب أن يأتي كمرحلة لاحقة وكنتيجة للضغوط الدولية. وفي هذا السياق تورد الصحيفة بعض الأرقام عن حجم الاستثمارات الخارجية التي تدفقت على إيران خلال هذا العام ووصلت إلى 45 مليار دولار مقارنة مع 5 مليارات دولار في 2006، انصب 70% منها على القطاع النفطي. لتخلص الصحيفة أنه ما لم يتقيد المجتمع الدولي، وخصوصا أوروبا، بالعقوبات فإن إيران ستواصل برنامجها النووي.

"حكومة وحدة... الآن": تطرق الكاتب والصحفي الإسرائيلي "إلياكيم هأتزني" في مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي بصحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى الأزمة السياسية الحالية التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية على خلفية صدور تقرير لجنة "فينوجراد"، فضلاً عن الفضائح المالية والأخلاقية التي تلاحق العديد من الشخصيات العامة. لذا يدعو الكاتب إلى دراسة الاقتراح الذي تقدم به "إيهود باراك" الذي يدعو فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة مؤقتة لفترة لا تتجاوز السنة تعقبها حكومة ائتلافية تضم جميع ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي. ومهما كانت احتمالات اندلاع حرب في الشهور المقبلة صادقة، أم لا، فإنه لا مفر من حكومة وحدة تخرج البلاد من الأزمة وتحميها من الضغوط الخارجية. فالكاتب يدعو إلى استغلال الضعف الإسرائيلي وتوظيفه إلى صالحها، لا سيما في حال تشكيل حكومة وحدة تلتقي فيها أجندة "اليسار" مع برنامج "اليمين" وتعطل جميع المبادرات السياسية. فحسب الكاتب ستكون حكومة ائتلافية غير قادرة على تحقيق اختراق في مسار السلام درعاً يقي إسرائيل من الضغوط الخارجية التي تدعوها إلى التفاعل بإيجابية مع مبادرة السلام العربية وتقديم تنازلات.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)