يشهد الشرق الأوسط شيئا لم يشهده منذ زمن طويل، ألا وهو محاولة المعتدلين الجلوس معا مجددا في محاولة لمواجهة المتشددين. لكن المنطقة غالبا ما تشهد انتصار المتشددين على المعتدلين. والاشكالية الوحيدة في هذه المحاولة الاجتهادية من جانب المعتدلين، التي حصلت على دفعة قوية في مؤتمر أنابوليس، هي أنها مدفوعة الى حد كبير بعامل الخوف، وليس من رؤية مشتركة لمنطقة يعيش فيها السنة والشيعة والعرب واليهود في سلام، حيث يتاجرون ويتفاعلون ويتعاونون ويتفقون بالطريقة الناجعة التي تعلمتها البلدان الواقعة في جنوب شرق آسيا.

الخوف قد يكون دافعا قويا، خصوصا من القاعدة. وهو الخوف الذي دفع بالقبائل السنية في العراق الى الوقوف في وجه الارهاب والى جانب الأميركيين، ودفع بالشيعة الى الوقوف مع الأميركيين في وجه جيش المهدي، كما قرب بين فتح واسرائيل في وجه حماس.

كما أن الخوف من انتشار النفوذ الايراني دفع بجميع الدول العربية، خصوصا السعودية ومصر والأردن، الى التعاون والتنسيق بدرجة أكبر مع الولايات المتحدة، والى مزيد من التعاون والتنسيق الضمني المستتر مع اسرائيل. والخوف من العزلة هو ما دفع بالسوريين الى أنابوليس.

مصادر
القبس (الكويت)