اقرأ هذين الرقمين والتاريخين ثم أبكي على ما كان يمكن فعله: كان سعر نفط سلة أوبك يوم 11 سبتمبر 2001 يساوي 25.50 دولار للبرميل الواحد، وفي يوم 13 نوفمبر 2007 وصل إلى حوالي 90 دولارا للبرميل الواحد.

بعد هجمات 11 سبتمبر طالب بعضنا بفرض «ضريبة المواطنة» التي تساوي دولارا واحدا على كل برميل لتقليص ما يتحول من ثروات للبلدان التي تمول بشكل غير مباشر أيديولوجيات التعصب وعدم التسامح والتي شاركت في قتل الأميركيين ومن أجل تحفيز روح الابتكار في مجال كفاءة الطاقة لدى المُصنِّعين الأميركيين.

لكن كانت لجورج بوش وديك تشيني فكرة أفضل. والديمقراطيون اتبعوا خطاهما. فكلهم سيجعلون السوق تعمل من دون تدخل للحكومة كي تعيد صياغتها مثلما تفعل أوبك.

ولم يقم أي سيناتور بتبني الفكرة، بل فضل الجميع تجنب أية ضريبة وظلوا موافقين على تسرب ثروتنا صوب روسيا وفنزويلا وإيران.

يقول فيل فرلجر اقتصادي الطاقة: «فكروا بهذا الأمر: كان بإمكاننا تبديل نظام الضريبة الحالي بضريبة الغازولين. وكان ممكنا أن يستفيد أبناء الطبقة المتوسطة أكثر ويكسبوا رواتب صافية أكبر حتى مع دفعهم أكثر على الغازولين. وكان ممكنا بناء أساس لنمو اقتصادي مستقبلي من خلال ادخار مبالغ أكبر داخليا وعدم دفعها على النفط، وما كنا لنواجه الآن كسادا اقتصاديا».

وطالما أن ضريبة أعلى على الغاز لا تشجع على استهلاك النفط فإن اقتصادي جامعة هارفارد ومستشار بوش السابق غريغوري مانكيو يجادل بأن «سعر النفط سينخفض في أسواق العالم. ونتيجة لذلك فإن أسعار النفط في الولايات المتحدة سترتفع بنسبة أقل من الزيادة الناجمة عن الضريبة».

لكن المستهلكين الأميركيين كانوا سيعرفون أنه مع ضريبة أعلى على الغازولين قائمة دائما فإن أسعار الوقود لن تعود إلى الأيام السابقة، حسبما يرى فرلجر، لذلك سيكون لديهم حافز أقوى للتحول نحو السيارات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود، وكان بإمكان ديترويت أن تصنع سيارات أكثر تعمل على الوقود المهجن كي تتمكن من البقاء. وكان ذلك سيضع ديترويت متقدمة بخمس سنوات عما هي عليه الآن. قال فرلجر: «يسمى ذلك ببرنامج أميركا تفوز، بدلا من أن تفوز دول النفط.

نحن لا نستطيع الاستمرار في البقاء بلهاء بهذا الشكل. إذا كنت تكره الحرب في العراق فإن عليك أن تطلب فرض ضريبة على الغازولين كي تتمكن من المجادلة بأن بإمكاننا الانسحاب من هناك من دون البقاء معتمدين على منطقة أصبحت أقل استقرارا مما كانت عليه قبل الحرب. وإذا كنت تريد التفاوض مع إيران لا قصفها، فذلك يعني أنك تريد ضريبة الغازولين التي ستعطينا دفعة قوية عن طريق المساعدة في تقليص ما ندفعه من ريع لعلماء الدين الإيرانيين».

وإذا كنت محافظا وتؤمن بأن حرب العراق كانت ضرورية لفرض الإصلاح في الشرق الأوسط فإنك تعرف أن الحرب فشلت في تحقيق هذا الأمر ونحن بحاجة إلى «الخطة ب» للهدف نفسه.

وإذا كنت تريد رؤية أميركا مزدهرة عن طريق تحولها إلى أكثر البلدان انتاجية في مجال الطاقة على مستوى العالم فهذا يعني أنك تريد ضريبة الغازولين التي ستحث روح الابتكار الأميركية لتحقيق كفاءة طاقة عالية.

أضاع الرئيس بوش فرصة تاريخية بوضع أميركا ضمن مسار طاقة مختلف جدا عما هو عليه بعد هجمات 11 سبتمبر، لكن مع وجود عدد ضئيل جدا من الديمقراطيين أو الجمهوريين على استعداد كي ينقلوا الحقيقة كاملة للناس في هذا المجال، فقد يكون بوش هو الرئيس الذي نستحقه. انني ارفض تصديق ذلك، لكنني بدأت اتشكك في نفسي.