إتجاهات : عدد 08 كانون الاول 2007

حدث واتجاه...إقليمي

ظهرت سلسلة من العلامات السياسية على استئناف المساعي الفلسطينية والعربية والإقليمية للعودة إلى الحوار بين الفصائل الفلسطينية المقاومة والسلطة التي يرأسها محمود عباس وتشير مصادر متعددة إلى ان هذا الحراك يأتي بعد فشل انابوليس وظهور عقم الرهان على أي عمل أميركي جدي يرغم إسرائيل على تلبية بعض المطالب الفلسطينية المتواضعة فحتى الحواجز وتدابير الحصار وتقطيع الأوصال في الضفة زادت وجرت مضاعفتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد عودة اولمرت من واشنطن، كما تصاعدت حمى الضغوط الإسرائيلية على فريق الرئاسة الفلسطيني لإلزامه بتعاون كامل أمني وميداني وسياسي ومالي في خنق قطاع غزة وتغطي حملة المطاردة الإسرائيلية لناشطي المقاومة وعائلاتهم في مدن الضفة وقراها ومخيماتها، وأمام الحصاد المتصاعد من القتلى والمصابين والمشردين الفلسطينيين نتيجة عمليات العدوان الإسرائيلية المستمرة، بات واضحا ان السلطة الفلسطينية التي راهنت كثيرا على انابوليس باتت في وضع لا تحسد عليه أمام الشعب الفلسطيني.

ترى مصادر قيادية فلسطينية ان العودة إلى اتفاق مكة والى حكومة الوحدة الوطنية تبدو اليوم أقرب منالا في ظل إدراك فصائل المقاومة لمخاطر استمرار الانقسام السياسي وبفعل إفلاس رهان السلطة خلال أيام على تحقيق انجاز ما في انابوليس، قيادات الفصائل الفلسطينية توقعت استئناف الحوار الداخلي في فترة قريبة وهذا ما سيعني وضعية جديدة ونوعية إذا تحققت العودة إلى الوحدة الوطنية والى مؤسسات العمل المشترك بين مختلف الاتجاهات والتيارات الفلسطينية.

الصحف العالمية والعربية

*كتب جون ويتبك مقالا قال فيه انه مباشرة، وبعد العرض الفارغ الذي جرى في أنابوليس، برز شعاع من الأمل من مصدر غير متوقع: رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت. ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليومية يوم 29 تشرين الثاني الماضي قال "إذا جاء اليوم الذي ينهار فيه حل الدولتين وواجهنا صراعا على نمط جنوب أفريقيا من أجل مساواة في حقوق التصويت (كذلك للفلسطينيين في الأراضي) فحالما يتحقق ذلك، ستنتهي دولة إسرائيل".

ولفت الكاتب الى ان القيادة الفلسطينية يجب أن تعلن بوضوح عن تأييدها لاتفاق سلام واضح يستند إلى مبدأ الدولتين المستقلتين، وأنه في حالة عدم تحققه في موعده الأخير الذي ينتهي بنهاية عام 2008 فإنها لن يكون أمامها خيار آخر سوى المطالبة بحقوق كاملة في المواطنة ضمن دولة تضم كلا من إسرائيل وفلسطين خالية من أي تمييز يستند إلى عرق أو دين مع حقوق متساوية لجميع من يعيشون هناك مثلما هو الحال في أي نظام ديمقراطي حقيقي. واعتبر الكاتب انه سيكون على الجامعة العربية آنذاك أن تعلن رسميا، عن أن مبادرة السلام العربية شديدة السخاء التي قدمت منذ مارس 2002 لإسرائيل سلام دائما وعلاقات دبلوماسية واقتصادية طبيعية مقابل التزام إسرائيل بالقانون الدولي، ستنتهي وتكون "خارج طاولة المفاوضات إذا لم يتم التوقيع على اتفاقية سلام إسرائيلية- فلسطينية قبل انتهاء عام 2008". حينذاك -وليس قبل ذلك- ستبدأ مفاوضات حقيقية. وخلص الكاتب إلى انه قد لا يكون الوقت متأخرا جدا لتحقيق حل الدولتين المستقلتين حيث لن يكون هناك وقت أفضل لتحقيقه.

*ذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن الحكومة الإيرانية وعلى نحو مفاجئ قررت عدم المشاركة في مؤتمر "حوار المنامة" الخاص بالأمن الإقليمي الذي انطلق أمس في العاصمة البحرينية بمشاركة 23 وفداً على مستوى وزراء الدفاع والخارجية ومستشاري الأمن القومي. ولفتت الى ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي كان على رأس وفد إيران للمؤتمر، إلا أن مسؤولاً في المكتب الإعلامي الخاص بتغطية فعاليات "حوار المنامة" أكد على أن لا متقي ولا أي ممثل للحكومة الإيرانية سيحضرون المؤتمر. واعتبرت الوكالة ان المراقبين توقعوا في وقت سابق أن يُشكّل المؤتمر مناسبة لعقد لقاءات جانبية بين ممثلين عن إيران والولايات المتحدة التي تشارك بوفد يرأسه وزير الدفاع روبرت غيتس.

*أفاد موقع مجلة "لو نوفيل اوبزرفاتور" الأسبوعية أمس أن صحافياً فرنسياً اعتقل في باريس لاتهامه بنشر أسرار دولة متعلقة بهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. واتهم داسكي بنشر موضوع في صحيفة "لوموند" في 17 ابريل الماضي تتضمن أجزاء من وثائق سرية خاصة بالمخابرات الفرنسية (دي جي اس اي) ذات صلة بالإرهاب وعلى الأخص هجمات 11 سبتمبر. وتبعاً لمقالة داسكي فإن الوثائق التي نشرتها "لوموند" تفيد ان المخابرات الفرنسية أنذرت نظيرتها الأميركية في يناير 2001، أي قبل ثمانية أشهر قبل الهجمات على نيويورك وواشنطن، بأن تنظيم "القاعدة" يخطط لاختطاف طائرات تجارية أميركية. وذكرت "لوموند" أيضاً في ذلك الوقت انه بحوزتها 328 صفحة من وثائق «سرية» خاصة بالمخابرات الفرنسية مكونة من ملاحظات وتقارير وتحليلات وخرائط ورسوم جرافيك وصور التقطتها أقمار صناعية.

*أكد الصحافي في مجلة "النيويوركر" الأميركية سيمور هيرش أمس في حديث لقناة "الجزيرة" القطرية أن مصدراً دبلوماسياً أميركياً أكد له أن حضور سوريا إلى أنابوليس كان خطوة من أجل بدء تطبيق مخطط لعزل إيران وليس احياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب بشأن هضبة الجولان المحتلة. وأوضح أن سعي واشنطن من كسب حلفاء معتدلين في الشرق الأوسط وعزل "حزب الله" وحركة "حماس" يأتي ضمن مخطط آخر كبير لضرب إيران. وكشف عن أن تقرير المخابرات الأميركية الذي سرب إلى الإعلام مؤخراً، جاء كخطوة لتبرير هجوم أحادي على إيران، خاصة بعدما تبين لدى الإدارة الأميركية أن الإجماع الدولي على فرض عقوبات أشد على الحكومة الإيرانية لن يكون متاحاً.

*رأت صحيفة البيان في افتتاحيتها انه مع التأجيل السابع لجلسة انتخاب رئيس لبناني جديد أمس، رغم اتفاق كل الكتل والتيارات من معارضة وموالاة على اسم الجنرال ميشال سليمان كمرشح وحيد. يبرز حجم التعقيدات والتدخلات الخارجية في الشأن اللبناني الداخلي، وهو تدخل - للأسف - تحت بصر وبموافقة معظم الأطراف الداخلية، سواء لجهة الولاءات والارتباطات، أو لجهة الثارات أو تصفية الحسابات الإقليمية والدولية، أو لجهة المناكفات الحزبية، وتجذر الأنانيات والذاتيات الشخصية والحزبية، وتغليبها على مصلحة الوطن. ولفتت الصحيفة الى أن أهم الدروس الغائبة عن مداولات انتخاب رئيس جديد، وضع خطوط حمراء تمنع أي تدخل أجنبي، وجعل مواصفات الرئيس صناعة لبنانية خالصة، تستجيب لرأي الشارع اللبناني، الذي يعاني من تداعيات الفراغ الرئاسي والأزمة الاقتصادية، والتناحر الحزبي.

*اعتبرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها انه لقاء أنابولس الذي أراده الرئيس الأمريكي جورج بوش احتفالية تظهر اهتمامه الخادع بالتسوية في نهايات عهده، انتهى لكن أخباره لم تنته إلى الآن، خصوصاً بعد فجيعة معظم العرب الذين حضروا ولم يعودوا بالخبر اليقين الذي يشفي الغليل في ما خص مبادرتهم للسلام وتسريع الخطى لإنهاء الاحتلال والشروع بإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة. واعتبرت الصحيفة انه مع الأسف فإن ثمة من يصدق العدو عربياً وفلسطينياً، وليس أمريكياً فقط، ويسير معه خطوات إلى الأمام على طريق التسليم له بالعمل من أجل شطب المقاومة من المعادلة، مع أنها حق فلسطيني لا يمكن أن ينازع فيه منازع، والتخلي عنه يمنح العدو ضوءاً أخضر للإجهاز على ما تبقى من فلسطين ومن تبقى من الفلسطينيين.

حوارات فضائية:

*قناة دبي. البرنامج "قلم ورصاص".

قال رئيس تحرير صحيفة الديار شارل أيوب إن تأجيل الجلسة للثلاثاء هو دعوة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولا يمكن في جلسة الثلاثاء أن يتم الانتخاب دون أن توجه دعوة قبلها لتعديل الدستور، بالتالي إما أن يدعو الرئيس بري إلى جلسة للتعديل السبت أو الأحد أو الاثنين، أو أن نصل إلى الثلاثاء وتؤجل الجلسة. واعتبر أيوب انه لو كانت سوريا لا تزال في لبنان لما حصل إلا الذي يحصل اليوم: تعديل الدستور وانتخاب العماد ميشال سليمان، أي ما يفعله حالياً السياسيون في لبنان، لأن خلافاتهم السياسية ونظرتهم إلى الأمور خارج الإطار الاستراتيجي في المنطقة، تجعل النظام السياسي الإقطاعي الطائفي عاجز عن إنتاج انتخابات رئاسة جمهورية حقيقية في لبنان. ولفت أيوب إلى أن دستور الطائف بحد ذاته ضرب الديمقراطية، فلبنان ديمقراطيته توافقية، والأكثرية ذهبت إلى عدم التوافق، اليوم ألغت وصول العماد عون ولا تقبل بإلغاء وصول مرشحها إلى رئاسة الوزراء.

حدث و اتجاه... لبناني

الموعد الجديد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة الانتخابات الرئاسية يتوقع ان تسبقه جولات جديدة من الاتصالات والمشاورات التي تفيد المعطيات السياسية والإعلامية انها تتركز على محورين:

المحور الأول يتعلق بالسلة السياسية التي تكرس التفاهم الوطني المطلوب لإتمام التوافق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والعقبة الأساسية التي ينبغي تذليلها تتصل برئاسة الحكومة الأولى للعهد الجديد بعدما حسمت معظم النقاط الأخرى من وجهة مبدئية على الأقل كما يؤكد أكثر من طرف على صلة بالاتصالات التوافقية رغم النفي الذي أصدره النائب سعد الحريري وألح على تأكيده متحدثون كثر في تحالف 14 آذار ولا سيما قائد القوات سمير جعجع، الاتصالات على هذا المحور تجري داخليا وخارجيا وسعت أكثر من جهة إعلامية إلى الإيحاء بان تباينات في صفوف المعارضة حول السقف المقبول للتسوية، بينما أكد قيادي بارز في المعارضة ان هذه الإيحاءات تعكس رغبة الموالاة في تصدير أزمتها وانه منذ بدء المفاوضات تركزت الجهود في هذا الاتجاه عندما بدأ التشقق يظهر في صفوف 14 آذار بينما المعارضة ما تزال على تماسكها خلف مرشحها الرئاسي المفوض بالحوار حول التسوية العماد ميشال عون وحيث أظهر الرئيس نبيه بري في إدارته للمفاوضات التوافقية براعة عالية جمعت بين تكريس مرجعيته الدستورية كرئيس للمجلس النيابي وبين حرصه على تجسيد وحدة المعارضة وتماسكها عند كل نقلة تفاوضية جديدة بحيث كان هو من أعاد الوسطاء والموفدين إلى مرجعية العماد ميشال عون المخولة بالبت النهائي في ما تقبله المعارضة أو ترفضه بقدر ما كان العماد عون حريصا وما يزال في كل شاردة وواردة على التشاور مع حلفائه في المعارضة خلال إدارته للتفاوض والأيام القليلة القادمة الفاصلة سوف تشهد لهذه الحقيقة خلافا لكل ما تروجه أدوات الحروب النفسية.

المحور الثاني ويتصل بالآلية الدستورية للتعديل الذي يفتح الأبواب أمام انتخاب العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية وقد أظهرت النقاشات التي جرت أمس في المجلس استمرار عقدة الموقف من حكومة السنيورة ومن قراراتها السابقة وحيث يتوقع ان يقود الرئيس بري مع حقوقيين من الموالاة والمعارضة ورشة تهدف إلى إيجاد تسوية تحترم المبادئ التي وضعتها المعارضة في صياغة موقفها من هذا الأمر وتسمح بالتوصل إلى صيغة نهائية لمشروع التعديل الدستوري الذي لن تحدد جلسة للنظر به قبل انجاز التوافق السياسي المطروح في التفاوض. سجلت بعض المصادر الصحافية في لبنان بموازاة هذه الحركة الداخلية عودة الحضور السعودي في دينامية المساعي وتردد ان السفير السعودي مكلف بتسهيل التوافق عبر المساعدة على تلبية متطلبات التسوية بمنظور ان المعارضة ومرشحها الرئاسي العماد عون قدما للتسوية ما ينبغي لإنجاحها والخطوة التالية مطلوبة من سعد الحريري وفقا لما أوحت به تصريحات الوزير الفرنسي كوشنير قبيل مغادرته بيروت.

الصحف اللبنانية:

*قالت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت أن الأجواء بدت مهيأة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يوم الثلاثاء المقبل بعد إجراء التعديلات الدستورية اللازمة والتي ممكن تنفيذها خلال يوم واحد بجلستين نيابيتين بحسب ما أفادت مصادر مجلس النواب. وفي هذا السياق تساءلت صحيفة النهار عما إذا ستكون الثامنة ثابتة؟، مشيرة الى أن السؤال هو عن مصير الدعوة الجديدة لمجلس النواب الى الانعقاد الثلاثاء بعدما أرجئت أمس جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة السابعة، وسط معطيات ومواقف تشير الى ان المرة التالية ستكون حاسمة، وستبدأ معالم جديتها بالظهور بعد غد الاثنين عندما يشرع مجلس النواب في إجراءات تعديل الدستور، وتمتد الإجراءات الى مجلس النواب لتتوج الثلاثاء بانتخاب مجلس النواب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

أما صحيفة السفير فقالت ان الجو الإقليمي والدولي بات يضغط باتجاه وصول "جنرال التوافق" إلى القصر الجمهوري قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. ولعل متابعة كل ما جرى من اتصالات خارجية وداخلية، تجعل المشهد الرئاسي رهن إزالة ثلاث عقبات لا رابعة لها، الأولى تتمثل في حل إشكالية آلية التعديل الدستوري، بعدما تم انجاز نص التعديل من قبل النائبين بهيج طبارة وروبير غانم. وأضافت الصحيفة وبحسب مصادر نيابية واكبت حركة المشاورات في مكتب رئيس المجلس، الحماسة التي أبداها رئيس المجلس في سبيل إعداد اقتراح قانون نيابي من الموالاة والمعارضة، يوقعه خمسة نواب من المعارضة، وخمسة نواب من الموالاة، لتعديل المادة ,49 تسهيلا لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. فيما استمهل النائب الحريري التوقيع على الاقتراح ريثما يتم تدارس الأمر مع الحلفاء، بينما كان بري يؤكد له أن التوقيع من جانبه وكتلة الوفاء "محسوم".

أخبار المرئي في لبنان:

*ركزت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية على الجلسة النيابية التي عقدت أمس لانتخاب رئيس للجمهورية، والنتائج التي تمخضت عن تلك الجلسة وانعكاساتها على ملف الرئاسة، فاعتبرت قناة المنار ان كلام كوشنير وهو يغادر بيروت في ختام جولة سابعة له دون إحراز نتائج جوهرية، بدا مزيجاً من التحفظ والتحفز، تحفظ لان هناك فرصاً كبيرة للإخفاق كما قال، فأمس كنا متفائلين واليوم لسنا كذلك، وتحفزٌ لان هناك أملا لديه بأن يصير للبنان رئيس الثلاثاء القادم مع وعد بأن يكون رئيسه نيكولا ساركوزي بيننا قريباً.

وقالت قناة الجديد NTV ان لا حلولاً تسربت من لاجلسة اليوم، وضُرب موعد آخر هو الثلاثاء المقبل، سببه الوحيد غير المعلن تطمين اللبنانيين وشبكهم بوعد جديد لن يفضي إلا إلى تأجيل جديد، أما اجتماعات مكتب رئيس مجلس النواب والتي ضمت بري والحريري ومحمد رعد فقد ذهبت بعيداً في النقاش حول الآلية، حيث طُرحت اقتراحات، عدة بينها للنائب بهيج طبارة يقضي بعودة الوزراء المستقيلين إلى الحكومة وتسجيل اعتراضاتهم على كل قراراتها ثم يوافقون على اقتراح تعديل الدستور.

ورأت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه رغم صعوبة تكوين صورة عامة عما جرى اليوم (أمس) إلا أن المحصلة تسمح بالقول أن احتمالات تذليل العقبات باتت مرجحة بقوة، يُعزز ذلك الإرجاء السابع لجلسة الانتخاب، وإنما هذه المرة إلى موعد قريب هو الثلاثاء المقبل، فضلاً عن الاجتماعات الكثيفة التي شهدها مكتب رئيس مجلس النواب وبينها لقاء الرئيس بري مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، ولقاء للرئيس بري مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بالإضافة إلى لقاءات مع نواب من فريقيْ الموالاة والمعارضة.

واعتبرت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) انه بعد تأجيل سابع لجلسة الانتخاب، أنهى كوشنير زيارته البيروتية السابعة، واكتفى الحدثان بالأمل في أن يكون للبنان رئيس جديد يوم الثلاثاء المقبل، والعقدة دون الأمل المذكور لا تزال في رفض فريق الموالاة التوافق على مرحلة ما بعد الانتخاب، وهو رفض اعتبرته المعارضة كميناً من نوع القضم التدريجي، فإذا تمكنت السلطة من انتخاب رئيس من دون اتفاق شامل مدعوم بالضمانات الأكيدة تصير كل الدروب ممهدة أمامها للاستئثار بالسلطة حتى العام 2009 على الأقل. وتساءلت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC هذه الجلجلة التي بدأت في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، هل تنتهي بعد سبعة وسبعين يوماً من مسيرتها؟. كل المؤشرات تدل على ذلك. فآلية تعديل الدستور باتت جاهزة من خلال اقتراح قانون من عشرة نواب، ربما مناصفة بين الأكثرية والمعارضة ويُرسل الاقتراح إلى مجلس الوزراء الذي يُعيده إلى مجلس النواب للتعديل ثم للشروع في جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان. وتساءلت قناة المستقبل هل يحمل الإرجاء السابع لجلسة الانتخاب بوادر أمل بولادة جديدة لعهد جديد الثلاثاء المقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي؟. السؤال دفعت إليه صيغة إرجاء توافقية شغلت اللبنانيين على امتداد نهارهم متابعة للمشاورات التي انطلقت تحت قبة البرلمان في الجلسة التي كانت مقررة للانتخاب.