لمجرد الخروج من الكلمات التي تحيطنا، او القواعد التي تضغط رؤوسنا فتجعلنا نتنفس فقط وننتقل ما بين السبب أو النتيجة أو نرسم خطا بيانيا ينقلنا وسط الأحداث التي تترك مساحة لالتقاط أنفاس تجعلنا نتحرر من "التراتبية" المفروضة علينا بحكم الزمن او ربما لأننا اعتدنا تقبل "نمطية" هي في النهاية بعيدة عن احتمالات الحياة أو الشغف بها.

ما الذي يدفعنا لتحديد أنواع المجابهة التي نتعلق بها وكانها سباق مع الزمن بين الموت والحياة؟ أو ما الذي يجعلنا نغوص أكثر فيما سيحمله الزمن ما بين شروق الشمق وغروبها؟ وهل هناكط أي تأكيد على أن الثواني التي تمر علينا هي نفسها في كل يوم، أو ان الشمس يمكن أن تحدد تصرفاتنا!!!

أسئلة أنطلق بها من اللحظة التي بدأت في "مساء الاسكندرية" أو حتى في عتمة مفروضة على شوارع بغداد، أو حتى خلال لحظات ينهار فيها نفق في رفح.... لكن الاحتمالات ربما تتجاوز مناطق الأزمات وتدخل إلى ما يرافقنا من هواء ونحن نتنقل ونحاول أن نرسم فيه ألوانا لشخصياتنا، فعندما تبدأ لحظة التفكير في خطوات مختلفة أو في أسئلة غير مألوفة ينهار الحدث، أو يتساقط عالمانا وكأنه خيال مرسوم في لحظة غفوة.

هي ليست دقائق أو ساعات أو حتى سنوات، لأننا في ثوان قليلة نكتشف أننا كنا غارقين في مداخل وهمية ونحاول استخراج النتائج قسرا، واننا نعتمد على القواعد التي نفرضها دون ان نعرف من أين أتت، فلا حاجة لتنسيق الأحداث أو تحليلها في أحيانا كثيرة، ولا ضرورة لتعداد التداعيات التي تحدث من نقطة محددة، فما يغيرنا او يبدل العالم ربما ينطلق من مجال آخر أو ربما من حالة ليس فيها أي حدث.

كانت الدهشة بداية الخلق... كانت "الخطيئة" رمزا مقلقا ومخيفا يريد الجميع الابتعاد عنه، وكانت البداية حسب بعض الروايات ولكننا على ما يبدو نقيس احتمالات الحياة عمر نعيشه أو يمر علينا ونحن نتذمر، لكن في النهاية هناك "فضاء" مختلف من اللامعقول لا نريد أن نحث فيه، وهناك أبعد الاحتمالات التي تبقى مجرد افتراض إلى أن تجرفنا فجأة فندرك أننا بالفعل أهدرنا وقتا قبل أن ندرك قيمة لحظة نعيشها بدلا من عمر نسير فيه ونحن نترقب الثانية القادمة أو "اليوم التالي".

كل ما حولي يكرس حالة الرتابة المفروضة، فحتى التفكير بالخطر أصبح نوعا من تنظيم الأمور، ويبدو من بعيد "الثواب والعقاب"، وثنائية الجنة والنار التي تسحبني وتسحب الجميع دون وجل من أننا أضعنا احتمالات كثيرة داخل الحياة أو حتى في لحظة الموت.... وما بعد الموت ليس من اختصاصي، وهو يسبح في تفكير الناس بعوالم رسمناها أيضا على قياسنا.

ما يمكن أن يحدث هو أكثر من مجرد التفكير بالحدث، لأننا نسبح مع تيار جارف لا نسعى إلى معاكسته أو حتى الحد من قدرته على سحبنا.... واحتمالات الحياة وحدها القادرة على جعلنا نداعب ذلك الجريان بدلا من ان ننجرف معه.