وسط خيبة أمل فلسطينية انتهت قمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «ابومازن» ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بالقدس المحتلة إلى نتائج أقل من توقعات المفاوضين الفلسطينيين•

و أعلن مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون أن شارون وافق ’’مبدئيا’’ خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين على نقل السيطرة الأمنية في مدينتين في الضفة الغربية إلى الفلسطينيين بشرط أن تحقق السلطة تقدما في المجال الأمني، في الوقت الذي ذكر فيه راديو إسرائيل أنه تم الاتفاق أيضاً على إعادة فتح مطار غزة•

وصرح مسؤول فلسطيني بارز شارك في القمة بانه يتعين مبدئيا نقل السيطرة الامنية على مدينتي بيت لحم وقلقيلية للفلسطييين «خلال اسبوعين»• ولكنه اضاف ان اسرائيل ربطت هذا الانسحاب ببذل السلطة الفلسطينية مزيدا من الجهود في المجال الامني•

وقد امتنع كل من «ابومازن» وشارون عن الإدلاء بأية تصريحات عقب قمتهم التي تعد الأولى من نوعها في القدس المحتلة، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الأمن الإسرائيلية بكثافة حول مكتب رئيس الوزراء فى القدس، بينما تجمع العشرات قرب مقر الاجتماع من المستوطنين اليهود الرافضين لخطة الانسحاب من غزة حاملين شعارت معادية لشارون وداعية لطرد العرب من إسرائيل •

ومن جانبه اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع عن خيبة أمله من القمة، وقال ان الاجتماع الذي وصفه بانه ’’صعب’’ كان اقل من حجم توقعات الفلسطينيين وليس بحجم توقعات الاطراف العربية والدولية•واضاف ان مجمل القضايا الاساسية التي كان يتوقع الحصول على اجابات عليها بشكل ايجابي لم تكن ايجابية• وأوضح أن القمة لم تكن جدية بموازاة صعوبة المرحلة ولم يكن الذي قدم مرضيا بحيث يمكن القول ان هناك اتفاقا•

وقال قريع إن الاجتماع كان صريحا ومطولا ومعمقا تناولنا فيه كل القضايا التي تعنينا وتعنيهم وكل جانب طرح وجهة نظره بصراحة ووضوح، واضاف ’’طرحنا القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية هذه القضايا تتمحور حول الارض وما يجري عليها والانسان وما يعانيه•

وذكر قريع أن الجانب الفلسطيني طرح بوضوح قضية الاسرى وخاصة الاسرى القدامى والقادة عبد الرحيم ملوح ومروان البرغوثي وجميع الاسرى المناضلين وقضية ابن مروان البرغوثي وكذلك قضية احمد سعدات امين عام الجبهة الشعبية والعميد فؤاد الشوبكي وضرورة تحريرهم وأخذهم حريتهم• واضاف ان الاجتماع تناول كذلك القضايا الثلاث الرئيسية، الاستيطان والجدار والقدس، ومؤسسات القدس وضرورة اعادة فتح مؤسسات القدس•كما تم خلال الاجتماع بحث تفاهمات شرم الشيخ وما تم وما لم ينجز وفك الارتباط الاحادي الجانب من شمال الضفة وغزة واشار قريع إلى ان هذه القضية مازالت بحاجة لمزيد من البحث وخاصة موضوع المطار وتشغيله والميناء والمعابر وكل ما يختص بالانسحاب•

وقال إن الفلسطينيين طالبوا بان تكون منطقة جنين التي ستسحب اسرائيل منها اربع مستوطنات، إلى جانب طرح موضوع الدمار الذي اصاب مؤسسات الامن الفلسطيني• واشار الى ان الاسرائيليين طرحوا موضوع الامن وما يسمونه بالارهاب•

واكد قريع ان «هذا الاجتماع تاسيسي هام»، مؤكدا انه ’’ستتواصل الاتصالات مع كافة الاطراف العربية والدولية ومع اسرائيل• وأضاف أن ’’أبو مازن’’ منذ انتهاء الاجتماع بدأ اتصالاته مع الاطراف العربية والدولية ليطلعهم على فحوى الاجتماع ونتائجه’’•

ومن جانبه، أكد القيادي في حركة «الجهاد» خالد البطش رفض وإدانة حركته لقمة عباس شارون في مدينة القدس المحتلة لما للمكان من دلالات سياسية• وكان الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري قد دعا الرئيس الفلسطيني إلى عدم الاستجابة لأية ضغوط إسرائيلية قد تمارس عليه خلال لقائه مع شارون• وقال أبو زهري إن حماس لا تعول كثيرا على قمة شارون عباس، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يستثمر مثل هذه اللقاءات لممارسة المزيد من الاحتلال ومزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية ، وشدد على رفض الحركة إبرام أية صفقه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بشأن ملف الانسحاب من غزة•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)