حركة الجماعة هي عبارة عن حزب سياسي طائفي (خاص بأهل السنة والجماعة) يعتبر القرآن دستور الدولة بكل سكانها ومنهجها السنة النبوية، معللين أن الإسلام مرجعية حضارية لغير المسلمين رغما عن أنوفهم.

وفي هيكلها التنظيمي لا تختلف عن أية جماعة أخوانية مماثلة في بقية دول العالم، أي تنظيم حزبي هرمي ويرافقه تشكيلات عسكرية سرية منتخبة من الهيكل التنظيمي الحزبي.. تنطلق الجماعة بالتنشئة منذ الصغر وغسل الأدمغة في ملحقات مدرسية تتبع المساجد شكليا ومستقلة في أنظمتها فعليا. وتربي المنتسب لصفوفها على العداء لكل ما هو من غير الطائفة السنية التي لها الحق بالولاية والوصاية على أموال وأعراض الآخرين من سكان البلد باعتبارهم غير جديرين بحريتهم، اعتقادا منهم أن الله حملهم هذه الأمانة وعليهم أدائها بأمانة من خلال الوصاية على الأرض بمن فيها.

وجود الجماعة الفعلي:

هي جماعة كان لها وجود في سوريا حتى أواسط الثمانينات وفرت قياداتها تحت البطش المخابراتي واعتذر من بقي في سوريا ووضع تحت الرقابة وقى رفعت أسد على جميع من دخلوا السجن بتصفيات جسدية فردية أو مجازر جماعية.

جماعة الأخوان المسلمين اليوم يستخدمها النظام السوري كشماعة يلعق عليها قاموس الرعب محليا ودوليا، أما في حقيقة الأمر بقيت حفنة منهم في المهاجر والمنافي ولها ظهر على الانترنيت بأشخاص يعدون على أصابع اليدين ويمثل واجهتها المحامي علي صدر الدين البيانوني.

حتى أن أعضاء الجماعة الحقيقيين في الخارج بدأوا يتحولون للسرية نتيجة تيارهم وتفكيرهم الإقصائي وتأييدهم المبطن بمناسبة وغير مناسبة لأعمال العنف والإرهاب الدولي. ومن هذه الأمثلة الأخوان الأمريكيين مثل السيد نجيب الغضبان الذي يحمل الجنسية الأمريكية، مع أن هذا لا يعفي السيد أسامة بن لادن الذي حمل جنسيات وجوازات لا تعد ولا تعرف.

الأخوان المسلمين حاليا حركة وهمية لا وجود لها في سوريا أو خارجها سوى على الورق، وهذه الفزاعة الورقية يستغلها النظام خير استغلال. أما الجماعة نفسها فلم تعد تشبه الجماعات الإسلامية ولا العلمانية وتتأرجح بين ممالأة النظام بتملقها المصالحة الوطنية ومحاولاتها نفي صفة التطرف الأصولي من خلال تحالف رموزها مع الشيوعيين والقوميين. حتى أن البعثي السكير أحمد ابو صالح المتباكي على امتيازاته البعثية وجد محط قدم في ميثاق شرف الجماعة.

تسعى الجماعة لاسترجاع أمجادها أسوة بالعمليات المسلحة التي تقوم في العراق ولا تعترف بحقيقة عدم وود أي أتباع فعليين لهؤلاء السادة القادة سوى مجلس الشورى وبعض أفراد أسرهم وهي بذلك تأمل أن يعتقد الناس بوجود هذه الجماعة وتأثيرها ويعول الشارع السوري عليها ويتبعها أو يؤيدها. وبهذا تخدم الجماعة النظام السوري من خلال مده بأسباب البقاء وكما ساهمت في حرب مع النظام القمعي خلال الثمانينات وأرهبت الناس وقتلت مثلما قتل النظام من الأبرياء كثيرين، وهي بذلك تعتمد قاعدة قتل ثلثين السكان مقابل فلاح الثلث. وهذه الموضوعة لا تخفى على متتبع لأخبار الجماعات الإسلامية. وإن راجعنا الواقع السوري نجد أن الجماعة قد تضحي بكل المسيحيين واليزيديين والدروز والعلويين وأتباع القوميات الأخرى كالأكراد والسريان وسيبقى الثلث المطلوب حيا لتبني به دولة الخلافة الإسلامية المنشودة.

فكر الجماعة:

هو خطاب قومي عربي بمسحة إسلاموية شمولية وهو أقرب ما يكون لفكر البعث الذي تستخدمه السلطة السورية كستارة تتخفى وراءه. وينسخ الإقصائية البعثية تماما لكن خلف ستارة قرآنية. وقد اجترحت الجماعة ممثلة بمنير الغضبان ما يسمى بالمشروع الحضاري لسوريا المستقبل وكان المشروع عبارة عن صحف ابن لادن والظواهري مطعمة بعفلقية قوموية. وانتفى أي دور لغير المسلمين العرب والبقية إما موالي أو أهل ذمة وملحدين. وللتعمية والتمويه أصدرت الجماعة ملحقا خاصا بحل القضية الكردية وفق المنظور الإسلامي وتلافت إسقاط هذا الموضوع في مشروعها الحضاري الإسلاموية في الولاية الإسلامية السورية.

الخلاصة:

باعتبار أن الجماعة فقدت مقومات الوجود داخل سوريا بقوة المخابرات والحديد والنار ككل التيارات السياسية التي رفضت أن تفرغ من محتواها ومنهجها، أضف إلى ذلك الابتعاد عن خط وفكر الجماعة تحت تأثير الإعلام السلطوي ومفعول القانون 49 القاضي بقتل المنتسبين لهذا الحزب. وهكذا انتهت الجماعة كوجود تنظيمي فعل خصوصا وأن المواطن السوري الذي تفترضه الجماعة عضوا مستقبليا ونتيجة للهجرة والتنوير توجهت الأغلبية منتهجة العلمانية ومغادرة الفكر الأصولي.

النظام الحاكم يستخدم الجماعة مورقة لعب وفقا لحاجته لها، تارة يصنفها شريفة وتارة يحاورها وتارة يضخم من شأنها يكبر خطرها ليلعب بورقتها أمام العالم الغربي أن كل الدروب مسدودة، فإما بقاء البعث أو مجيء الجماعة الأخوانية الأصولية إلى حكم سوريا.

ومهما يكن من أمر فالجماعة في الحقيقة نمر من ورق يلعب به النظام ويتخدمه وفقا لحاجاته

مصادر
مرآة سوريا (سوريا)