نتنياهو قائد لليمين المتطرف... والأميركيون جاهلون بقضايا الشرق الأوسط

استقالة بنيامين نتنياهو من الحكومة، والعملية الإرهابية التي حصدت حياة أربعة من عرب الـ48 في بلدة "شفا عمرو"، وتداعيات الانسحاب من مستوطنة "غوش قطيف"، وجهل الأميركيين بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، قضايا تناولتها الصحافة الإسرائيلية خلال هذا الأسبوع.

قائد اليمين المتطرف

هكذا عنونت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الإثنين 8 أغسطس التي تطرقت فيها لموضوع استقالة وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحكومة. وحسب الصحيفة، فإن توقيت هذه الاستقالة التي جاءت مباشرة قبل البدء في تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة يُظهر نتنياهو على حقيقته ويضعه في مكانه المناسب كقائد لليمين المتطرف في إسرائيل. وبإقدامه على الاستقالة يكون نتنياهو قد انحاز بشكل سافر إلى معسكر القوميين والمتدينين الرافضين للانسحاب مانحا إياهم زخما إضافيا. وتواصل الافتتاحية تحليل قرار الاستقالة مشيرة إلى فشل نتنياهو طيلة الفترة السابقة على رأس وزارة المالية في ترميم صورته كرجل دولة حيث تخلى عن مسؤولياته تجاه شعب إسرائيل عند أول محك عندما قرر التغريد خارج السرب ودعم مواقف المتشددين. والأكثر من ذلك، كما تذكر الافتتاحية، أن هذه الحركة ليست نابعة من مبدأ أيديولوجي معين ينتسب إليه نتنياهو، بل يعزى قرار الاستقالة إلى عدم رغبته في تحمل المسؤولية المشتركة عن قرار الانسحاب من غزة واختيار الأسلوب السهل وهو التنصل منها كي لا يؤاخذ لاحقا إذا ما تعرضت خطة الانسحاب للفشل.

الرعب في شفا عمرو

تحت هذا العنوان نشرت "جيروزاليم بوست" يوم الأحد الماضي افتتاحية رصدت خلالها أصداء الفاجعة التي ألمت بعرب إسرائيل عندما أردى متطرف يهودي أربعة مواطنين إسرائيليين عرب برشاشه الآلي في بلدة "شفا عمرو" عندما كانوا على متن إحدى الحافلات. وفي هذا الصدد تثير الافتتاحية سؤالا مهما عما إذا كانت ثمة إمكانية لتفادي وقوع هذه الجريمة، خصوصا وأن السلطات الإسرائيلية كانت على دراية بوجود متطرفين مستعدين لتنفيذ أعمال عنف في محاولة منهم لإعاقة عملية الانسحاب. ولعل أكثر الجهات تحملا للمسؤولية ومطالبة بتقديم توضيحات حول الموضوع هو جيش الدفاع الإسرائيلي و"الشين بيت" (جهاز المخابرات الداخلية). فهما كانا على علم بخطورة هذا الشاب الهارب من التدريب العسكري، فضلا عن المطالبة المتكررة لأسرته من رجال الشرطة بوضعه رهن الاعتقال لأنه خطر ويحمل السلاح. كما أنه كان يعيش في "كفر تابواه" وهو مركز تواجد حركة "كهان شاي" المتطرفة والمحظورة من قبل السلطات. والأكثر من ذلك أن عائلته لجأت إلى محطة الراديو المحلية لإقناع السلطات بضرورة اعتقاله لما بات يشكله من خطر على الجميع. وتوجه الافتتاحية دعوتها إلى القادة السياسيين داخل إسرائيل سواء العرب منهم أو اليهود لإقناع ناخبيهم بضرورة الالتزام بالقانون حتى تمر عملية الانسحاب من غزة بسلام ودون إراقة للدماء. وحسب الصحيفة، فإن الجريمة النكراء التي أقدم عليها ذلك المتطرف اليهودي لم تمر دون إدانة عبر عنها المسؤولون الإسرائيليون ورجال الدين اليهود. وأكبر دليل على ذلك هو رفض الجيش دفن جثمان المتطرف في مقبرة عسكرية، ثم رفض بلدية "شفا عمرو" أن يوارى جثمانه ثرى المدينة التي أنجبته.

لا ترفعوا الراية البيضاء

اختارت "راشيل سابرشتاين" هذه العبارة عنواناً لمقالها المنشور بصحيفة "إسرائيلي إنسايدر" يوم السبت 6 أغسطس تنقل فيه الأجواء المضطربة التي تسود مستوطنة "غوش قطيف" في قطاع غزة قبل إخلاء المستوطنين. وتصف كيف أصبحت المستوطنة قبلة للزوار الذين يفدون إليها من جميع أنحاء إسرائيل تعبيرا عن تعاطفهم مع المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم رغما عن إرادتهم. وقد امتلأت جميع مرافق المدينة وضجت بالوافدين الجدد الذين تجمعوا في المدارس ودور العبادة لمؤازرة إخوانهم من اليهود. وقد فضل بعضهم قضاء ليلته في العراء على قارعة الطريق أو في المنتزهات العامة تعبيرا عن احتجاجهم. ويبدو أن الكاتبة هي نفسها من الرافضين لإخلاء المستوطنات حيث تعتبر طرد اليهود من منازلهم جريمة كبرى تعيد إلى الأذهان عهود التشرد والشتات التي عانى منها اليهود في العالم. وبالرغم من مظاهر الحزن والغضب التي تجتاح سكان المستوطنة، إلا أن الكاتبة تدعوهم إلى عدم رفع راية الاستسلام والثبات على الموقف الرافض للمغادرة حتى تحل المعجزة ويبقوا في "أرض إسرائيل" كما تعتقد.

هل يعرف الأميركيون أكثر؟

عنوان على صيغة سؤال تصدر مقالة "راي حنانيا" في جريدة "يديعوت أحرونوت" يوم أمس الثلاثاء يتناول فيه موضوع علاقة أميركا بكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وبخلاف ما يمكن أن يتصوره البعض من رزانة الموضوع وطبيعته الجادة، إلا أن الكاتبة تفاجئنا بنبرتها الساخرة التي تتندر على الأميركيين وما يميزهم في بعض الأحيان من جهل مطبق بقضايا الشرق الأوسط وشعوبه، خصوصا وأن معظم معلوماتهم يستقونها من شاشات التلفزيون وما تعرضه من تحليلات سطحية. وتطرح الكاتبة سؤالا مستفزا مؤداه: كيف يمكن للأميركيين أن يتدخلوا في نزاع الشرق الأوسط في حين أن أغلب الأميركيين لا يفرقون بين الفلسطيني والباكستاني أو بين الأردني واليهودي؟ وقد يبدو لنا، نحن سكان الشرق الأوسط، أن هذه الأمور بديهية ولا تحتاج إلى شرح، لكنها ليست كذلك بالنسبة للعديد من الأميركيين. ففي أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدت قبل سنوات في شيكاغو صرح عمدة المدينة بأنه يساند قيام "دولة باكستانية" عندما كان يقصد دولة فلسطينية. ولعل ما يميز الأميركيين كذلك في نظر الكاتبة هو استهلاكهم المفرط لمشتقات النفط، لا سيما البنزين، وأن سعره زهيد في أميركا إلى درجة أن سعر الجالون الواحد من الحليب أعلى من جالون البنزين. وتحمد الكاتبة الله أن إسرائيل ليست دولة نفطية وإلا كانت أصبحت مستعمرة أميركية منذ زمن بعيد.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)