اذا لم يحصل اي تغيير في قرار الرئيس بشار الاسد الذهاب الى مقر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في 13 ايلول الجاري لالقاء كلمة سوريا، يكون الرئيس السوري الاول يزور هذا المقر منذ انشاء المنظمة الدولية، وتتوج زيارته بجملة تحركات سورية في اتجاه الولايات المتحدة، على خلفية المشاركة في مؤتمرات برلمانية واقتصادية مختلفة.

ولكن من المؤكد ان هؤلاء جميعهم سيصلون الى هناك على متن طائرات غير تابعة للخطوط الجوية السورية، اذ يمنع "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان لعام 2003" الذي وافق الرئيس الاميركي جورج بوش على العمل ببعض بنوده العام الماضي، الطائرات السورية من دخول الاجواء الاميركية، الا اذا كان ثمة استثناء لطائرة الرئيس نظرا الى طبيعة الزيارة لمقر الامم المتحدة.

وعدا زيارة الاسد، توجه رئيس مجلس الشعب محمود الابرش الى نيويورك على رأس وفد برلماني، للمشاركة في أعمال المؤتمر العالمي الثاني لرؤساء البرلمانات الذي سيعقد في الفترة بين 7 ايلول و9 منه في مقر الامم المتحدة.

كذلك من المقرر ان تسافر وزيرة المغتربين بثينة شعبان في الايام القريبة الى هيوستن للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي العربي – الاميركي الذي سينعقد في 13 منه. والى شعبان، سيضم الوفد شخصيات اقتصادية بارزة ورجال أعمال في مقدمهم رئيس اتحاد غرف التجارة السورية الدمشقي راتب الشلاح. ولا ننس الوفد السياسي والاعلامي الذي سيرافق الاسد في زيارته لنيويورك، فقد بدأ بعض الصحافيين والمراسلين يحزمون حقائبهم وينجزون اجراءات التسجيل في السفارة الاميركية بدمشق للحصول على تأشيرات، على رغم ان أكثرهم يعرفون انهم لن يستطيعوا تقديم شيء للأسد للزيارة، لأن جلهم لا يتقنون الانكليزية وليست لهم علاقات مع مسؤولين اميركيين او باحثين ولا حتى أصدقاء، ولأن اقلامهم وأوراقهم لن تفعل شيئا امام جبروت الاعلام الاميركي وتلك المؤسسات العربيةومراسليها "المتمركزين" هناك منذ زمن.

الصحافيون السوريون الذين تدافعوا الى السفارة الاميركية من أجل التأشيرات يدركون كل ذلك، لكنهم مصرون، ربما "لأسباب سياحية" على حد تعبير بعضهم، "فهذه اميركا" و"زيارة الرئيس فرصة"، حتى لو لم يركبوا طائرات سورية، فالغاية هي اميركا والوصول الى أراضيها ولا يهم أي وسيلة نقل ولا أي علم ترفع! أميركا المكروهة هنا في السياسة، تغري البعض في مجالات أخرى.

مصادر
النهار (لبنان)