حتى تعرفني فعليك التفكير قليلا بحجم الصبر الذي اختزنه، لأن الأنثى ليست صورة ضيقة، فهي الامتداد الطبيعي لما تراقبه على وسائل الإعلام .. وهي "العزلة" خارج السياسي التي فرضها صراخ الأمهات أحيانا أو ترانيم الحزن في مساحات الزمن.

أنا لا أكتب الشعر لكن اللغة اليوم تفرض هروبا من الايقاع الرتيب لمصطلحات مختلطة ما بين السياسي والتراثي. و "العزلة" كما أريد أن أفهمها تحتاج لجهد رجل وليس لهواجس أنثى فقط. فنحن مغرمون بتعويم المصطلحات، أو بإعطائها مساحات خارج المعقول، لذلك فإن العزلة كما أفهمها:

- عزلة الجسد الذي لا أراه إلا في عيني الرجل، وكأن البيولوجيا خصتني بالنقص الأبدي، فلا استطيع إلا عزل نفسي وانتظار من يمنحني الرؤية لما أملكه.

- وهي عزلة الحاضر التي قيدتني بالصيغ القديمة ثم طالبتني بالانطلاق نحو القادم ... فكيف أفهم ما أحياه اليوم .. وأنا أكتب الماضي على صفحات القادم رغم أنني أتزين .. أتجمل .. ولكنني أعيش "عزلة" الحاضر أو "اقتباسات الماضي.

- عزلة التغني بالقدرة على اقتحام عالمي .. لا أحد يعرفني والكل يعتقد أنه قادر على التواصل مع داخلي، لأنني بحكم الشرع ضعيفة، وبحكم القانون "ناشز" وبحكم المجتمع معلقة على وهم الشرف.
- عزلة "الحريم" في الثرثرة ... فحرية المرأة إنجاز ذكوري، والحريم يبتهجن لقدرتهن على استنساخ الماضي بصور لا تنته من البنات اللواتي يحاكين الأمهات أو يكررن الزمن ..

ربما عليك التفكير في أفق "العزلة" حتى ننتصر على ما يسعى إليه البعض في "العزلة السياسية" ... لأن المستقبل لم يعد يحتمل الوقوف على ساق واحدة، أو انتظار تكرار النحيب في العراق، أو حتى رؤية "الجواري" داخل البيت الأبيض ...

الزمن لا يكرر نفسه إلا تحت سقف الحريم ... وعندما استطيع رؤية السماء بقدرتي يكون المستقبل سار خطوة نحوي ... فيدفعني باتجاه مجتمع مل رتابة الذكور وبدأ يبحث عن المغامرة.