كشف مصدر مطلع في دمشق لـ"النهار" ان مسؤولا سعوديا رفيع المستوى زار دمشق في الايام الاخيرة من غير ان تعلن زيارته.

وقال ان هذا المسؤول هو السفير السعودي السابق لدى واشنطن، الامير بندر بن سلطان.

لكن مصادر اخرى شككت في ذلك، موضحة ان المسؤول هو محمد بن بندر الذي يشغل منصبا امنيا وقد قام بزيارة خاصة.

وغالبا ما كان الامير بندر يزور دمشق في مهمات سرية.

وقبل نحو ثلاثة اسابيع تردد ان مبعوثا مصريا سيصل الى دمشق للبحث في التطورات الاخيرة التي تشهدها سوريا في ظل الضغوط التي تتعرض لها من الولايات المتحدة. الا ان مصادر ديبلوماسية عربية ابلغت الى "النهار" عدم وصول اخطار بذلك للجهات المعنية بمثل هذه الزيارة، على الرغم من انها لاحظت ان الحوار السوري – المصري "اعتيادي وضروري".

ولم يتضح، بسبب العطلة الرسمية في سوريا، من الذي قام بالزيارة، ففي حين أفاد احد المصادر ان الزائر هو الامير بندر بن سلطان وانه "بقي في دمشق ساعات فقط والتقى مسؤولين سوريين رفيعي المستوى"، نفت مصادر اخرى ان يكون هو من قام بالزيارة.

وكانت تقارير اعلامية نسبت قبل ايام الى "مصادر ديبلوماسية غربية في القاهرة". تفاصيل مبادرة مصرية – سعودية تهدف الى احتواء الضغوط على سوريا وستجري بالاتفاق مع الولايات المتحدة.

ومعلوم ان الرئيس السوري بشار الاسد اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في وقت سابق من ايلول الجاري.

وفي 12 ايار الماضي، زار الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي كان لا يزال وليا للعهد، دمشق في اطار جولة شملت واشنطن والقاهرة، واستمرت زيارته نحو ساعتين والتقى خلالها الاسد في صالة الشرف بمطار دمشق الدولي، وكانت الاجواء ملبدة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

وكانت مصر والسعودية شاركتا في مؤتمر اصدقاء لبنان قبل ايام والذي عقد بمبادرة اميركية على هامش قمة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.

وقد استرعى الانتباه ان الرئيس الاميركي جورج بوش قال الخميس ان التعاون السوري "غير مرض جدا" مما فسر بانه اعتراف للمرة الاولى بوجود تعاون سوري على رغم انه وصفه بغير المرضي.

ويرى مراقبون ان مصر والسعودية هما من اكثر الدول العربية حرصا على الاستقرار في سوريا، وانهما تستطيعان، الاضطلاع بدور مهم في هذا الشأن، نتيجة علاقتهما الجيدة مع الولايات المتحدة ونقلهما الاقليمي والعربي، ولوجود مصلحة مباشرة لهما في استمرار هذا الاستقرار بعد الاحتلال الاميركي للعراق والاضطرابات الامنية والسياسية التي تلته.

مصادر
النهار (لبنان)