أتذكر لحظات عابرة أنهت ألما رافق الدقائق الطويلة من حمى الانتظار. فما أراده القدر هو التحول في المصطلح وربما الشخصية ... فعندما كنت أنثى حملت امتياز الخصب والجمال، ورفعت اندحار الزمان أمام القدرة على التباهي بأنني أعشق حتى الثمالة ... فماذا حدث في لحظات التحول إلى "النساء" .. هل هو النضج ... أم التمازج مع المجتمع!! أو ربما قتل "الجواري" لإيجاد كلمة جديدة للجنس الآخر.

ليس مهما كيف ومتى حصل التحول، ولست مهتمة أساسا بالتعريف الدقيق أو بالانتقال ما بين الأنثى وغيرها من الكلمات، لكن المهم هو أن اعرف نفسي: فهل مازالت رمزا للخصب والجمال والعشق؟! أم أنني أنتقل إلى عصر العقم والكآبة والانتظار؟! عند الاعتراض على تعريف الأنثى كانت تلوح في الأفق ملامح ملل اجتماعي من عصر السبايا، فكنت أفرح لأنني لن أبق مدللة على عرش "الذكورة"، بل يحق لي اكتشاف العالم من زاويتي، ومن حبي وعشقي، وأستطيع "الإنتاج" بعيدا عن الافتراضات بنقص العقل والدين... لكنني اكتشفت لاحقا ان الصورة لم تتبدل كثيرا، فلم أعد منتجة وفقدت بالمقابل ثروتي الخاصة .. أو الخصب الذي ميزني على امتداد السنين.

هل لي أن اعترف أن حركة تحرر المرأة أخطأت في رؤيتها؟! لا أدري ... لكنني مصرة على أن حرية المرأة هي خيارها وليست مهامها ... وهي ليست حركة إنصاف بل اعتراف بأن المجتمع متكامل وليس "ذكوريا" بالمطلق ... وهي ليست تشريعا يحرم قتل المرأة بل تيار اجتماعي يكسر المألوف في الحياة بين الجنسين.

حركة تحرر المرأة قتلتنا بتحفظها ... وبمحاولة كسب شرعيتها من خلال نبش التراث، أو تبرئة نفسها من الزندقة والإباحية والإلحاد ... وحركة تحرير المرأة بعد عقود تقوم باسترخاء طويل وكأن القضية حالة عادية وليست مصير مجتمع يبحث عن ذاته.

اليوم نواجه إحباط التحفظ ومراعاة الماضي، ونقف دون الحرية أو العبودية ... فعلى مساحة وهمية من الانتقال لم نعد إناثا ولا سبايا ولا نساء ... جموع بانتظار من يحشدها تحت الملاءات السوداء.