بعض القنوات التلفزيونية أبدعت في ابتكار العناوين في حمى الضغط على سورية، فقناة أبو ظبي حملت عناوين مثل "ارحمونا" أو "هل من مزيد" .. أو غيرها من المانشيتات المرئية التي عبرت عن وضعية استثنائية في الحدث .. لكن ألا يصح مقطع من قصيدة نزار قباني للوضع الدولي على سورية.

إنه اقتراح فقط للتغيير أو حتى لفهم الصورة الملتبسة لعمليات الضغط. فنزار قباني كتب في الستينات: لم أعد داريا إلى أين أذهب .. كل يوم أحس أنك أقرب" .. والقرب هنا هو المواجهة المحتملة بعد جملة الضغوط .. والمواجهة لن تكون مع الولايات المتحدة، فهي مواجهة المجتمع السوري مع ذاته .. مواجهة الزمن الجديد بعد أن تم "الحصار" الحقيقي من الشرق والغرب.

وكي لا تختلط المصطلحات فعلينا تعريفها كما نراها اليوم:

- الحصار: هو الواقع الثقافي الجديد ما بين حرب في العراق، وشرخ أساسي في لبنان، وحكومة حرب في إسرائيل.

- المواجهة: هي استقبال الزمن الجديد بأدوات الثقافة القديمة.

- الثقافة: هي آليات تعاملنا مع انفسنا دون اعتبار الزمن الجديد.

لماذا لا تظهر معارضة ثقافية على غرار المعارضة السياسية!! هدفها الأساسي نقد "قانون الطوارئ" الثقافي الذي يفرضه المجتمع على نفسه، فيمنعنا من حقوق "المواطنة الثقافية" وإبداء الرأي والاعتراض على الثقافة "الأبوية" داخل المجتمع.

لماذا لا تظهر أحزاب ثقافية تنتفض على حالة انعدام الإبداع في التفكير والبقاء في مجال زمني ما بين "المماليك" و "التفكير الثوري" .. ولماذا لا تخلق تيارات تنتفض على علمانية الخمسينيات بمفهوم جديد .. ولماذا لا يظهر "تراث" جديد يحطم "أوثان" الفكر الديني .. ليبني فكرا أشبه بـ"الإصلاح الديني" .. و .. "لم اعد داريا إلى أين أذهب....