في ظل النتائج ( المهببة ) لحصاد 2007 الدرامي ، يتراشق المخرجون من وراء الدشم بعض الاتهامات المقذعة والمشككة بأمكانيات بعضهم ، ويبدو هذا التراشق غير موضوعي أولا ، وغيرناتج عن هم درامي لأنه يتعاكس مع مفهوم الدرامة صناعة وفنا . ولكنه وفي المحصلة اعتراف ضمني وعلني صريح لما آلت اليه احوال ورشات تصنيع المسلسلات ( أو بالادق ورشات تطبيق أو تجميع المسلسلات )، حيث أدلى المخرجون بدلوهم حول تأثير المخرجين في هذا التهافت ( طبعا وكالعادة كل المخرجين عدا شخصي الكريم )

فمنهم من طالب بأكاديمية المخرج ، ومنهم من طالب بحماية الاختصاص وحصره ( لكنه لا يعرف بمن وكيف ولماذا )، ومنهم من غمز من قناة مخرجين زملاء لأنهم اقرباء المنتج ، ومنهم من اشار الى تخرجهم من فرق الدبكة ، ومنهم من حط من قيمة الانتقال بين المهن الفنية ( ممثل / مخرج ، منتج / مخرج ، ديكور أو مساعد انتاج أو مونتير أو الخ / مخرج ) ولكن وفي النتيجة هناك مخرجون فشلوا في حمل مسؤولية الدرامة السورية الني هي نفسها مسؤولية لقمة العيش له ولزملاء المهنة الذين لولاهم لا يساوون شروى نقير، وتحولوا لرمي المسؤلية على بعضهم البعض وكأن كل واحد منهم قام بأخراج أوديسة الفضاء .

فالذي يتحجج بالاكاديمية وأن غير الاكاديمي لا يستطيع الاخراج ، يمكنه العودة الى تجارب الاكاديميين من زملاء له وهم خريجوا اعرق المدارس السينمائية وليدلنا على عمل لهم ( يبيض الوجه ) في المقابل لا يعني هذا أن غير الاكاديميين كانوا ناجحين ( وعين الله عليهم ) ولا أقرباء المنتجين ولا الممثلين المخرجين (الذين مواهبهم اخراجية فقط ، اشتهيت ان يتحول ممثل الى مونتير مثلا ) ، فالاستسهال هو لغة مخرجي الدرامة السورية ، لأن الظرف التقليدي جعلهم مسؤولين منفردين عن نتائج الاعمال ( او العمايل وهي أصح ) فهم لا يصدقون أن تسنح لهم الفرصة حتى ينزلون الى التصوير ( وهات يا تخبيص ) المهم هو ا، يكون قائد العمل وكل ما يأتي فيما بعد هو من ( تخبيص ) غيره ولكنه ( نوى ) أن يكون مخرجا متميزا لوحده لأن الله خلقه متميزا .

لم ار لمخرج سوري موقفا فكريا ما ، فهم يعملون في كل شيىء وأي شيىء ، لا يرفضون عملا هو عكس قناعاتهم ، ولا يتوانون فنيا عن تنفيذ مسلسلات على عكس ما تعلموه ( اكاديميا أو خبرة وتدريبا ) وقالوا به وعابوا على زملائهم نفس الخطوات ونفس النتائج التي حصدوها .

والان ماذا يريدون ؟؟؟ بعد مساهمتهم الفذة في التسبب بتهافت الدرامة التلفزيونية ؟

يريدون أن يكونوا فوق النفد والانتقاد وان نسبح بحمد جهودهم وعبقريتهم وموهبتهم وقدراتهم القيادية وهم لا يعرفون أن المشاهد سبقهم بمراحل ، بحث لا يستطيعون التفريق بين السخرية والاعجاب !!!!!