هو النموذج المتكرر من نصر حامد أبو زيد إلى نوال السعداوي، وباتجاه حملة التكفير في زمن ربما سيمنع فيه أي تفكير نحو الأفق القادم، فإذا استمالتني الحياة تعرفت على الوجوه المستطيلة أو تلك التي تترصد الحركات حتى تعلن حالة الطلاق مع المستقبل وتدفعني باتجاه سوق النخاسة....

لماذا لم يترك مشروع قانون الأحوال الشخصية أي مساحة لـ"ردتي" باتجاه "الدين المجتمعي"، أو لـ"فطرة البقاء" وسط "الفقه الإنساني"، فأنا سأكتب عن تلك الجغرافية الضائعة التي تريد "تنميط" اللون وبرمجة الحركة وتفريقي عن البيئة التي ألفتها واستوعبتني، فالمشكلة ليست فقط بقناعتي بأن القانون المدني هو ضالتي، وأن الزواج المدني سيعيد رسمي من جديد أنثى بحريتها، وبرفضها للصور المرسومة داخل أشكال من سوداوية الأحكام أو المواد.

فحسب تعبير "الأحوال الشخصية" أنا "الموطوءة" من الذكر بأقدامهم أو أجسادهم، أو حتى في بلاغتهم اللغوية التي تجعلني مداسا بدلا من أن تتركهم يرتفعون نتيجة علاقتهم معي، أو يبحثون عن وجوههم إذا فارقوني، فالمصطلح يعيد من جديد صياغتي أو يعبر عن التفكير الذي ينغلق على نفسه في إطار أحادي، فلا يرى سوى الماضي، ولا يتعرف إلى على أشكال الإيماء ولا يفهم الثقافة إلا من خلال "قيان" بغداد رغم أن احتلال العراق مسح كل الصور القديمة.

أما م التراث و امام نفسي، وخلف الجميع أو في وسط المواد المتراكمة في أحوال شخصية، سيتطاول علي الجميع وسيمسحون نصف قرن من بحثي عن الحرية أو الإنسانية، ومن محاولتي رسم العشق على شاكلة الحياة بدلا من جعله "مخدعا" وغرفا حمراء وفراشا لـ"الموطوءة".

لن أطالبك بالردة.. فأسماء كثيرة انحنت للعاصفة، وآخرون تم اقتلاعهم لأن التفكير لامس وجوههم، فأتذكر "فرج فودة" وقبله بعقود عبد الرحمن الشهبندر، ثم أقف لأبارز خيالات الظل التي تظهر من القوانين التي لا ترى في الحياة سوى ألغاز، وفردوس فقد منها منذ أربعة قرون، لكنها ماتزال تبحث عنه...

لا أطالبك سوى بالردة عن هذا الزمن الذي نضطر فيه للدفاع عن مساحة الضوء، وعن بريق العقل... وربما عن أنفسنا أمام الظلمة التي تجتاح أحيانا مسمياتنا فتجعلني موطوءة وتجعلك "وليا" قادرا على التحكم بمصير "الإيماء"