لأنها تحت الضوء وحديثة العهد بـ"الحرية" فهي تتعثر، ولأنه لم يعتاد "هوامش" الحرية فهو سيفسر كل شيء وفق سياقه القديم، فحرية الأنثى "قفزة" معرفية عند الطرفين، ولا يمكن النظر إليها ضمن النظام الفكري القديم.....

ما أريد تقديمه ثلاث صور في هذه القفزة دون تحليل لأنها في النهاية نوع من الافتراق أو التناقض مع الماضي، وهي تبدأ بالاعتراف بأن الأدوار في عملية الظلم الاجتماعي متبادلة وربما ليس مسؤول عنها الذكر وحده، لكنها تتبع ثقافته التي تدور فيها الأنثى بوعي أو بسرور أو بعجز عن امتلاك الحرية

الصورة الأولى:

"الأنثى المنتجة" ظاهرة ليست جديدة، لكنها اليوم متنوعة فهي موجودة في مساحات إضافية، تشعرها بكرامتها وبأنها قادرة على الإنتاج باستخدام فكرها وليس فقط "جسدها" في الإنجاب أو في الزراعة التي يبدو أنها لا تختلف عن "الإخصاب"، وهذا الأمر لم يجعل من جسدها "حرا".... وعندما تنقص الحرية تتراجع مساحات التفكير فتدور في دائرة الثقافة القديمة، وتبقى الأنثى "سفور" و "عاملة" وتتحرك في جغرافية أوسع من المنزل والحارة، وفي نفس الوقت يحكم جسدها القانون القديم، والتشريع الذي يتحدث عن "القوامة"، وهذه "القوامة" معنوية لأبعد الحدود، وتنتج قاموسا من "القيم الاجتماعية التي تعيد تنميط النساء وفق المعرفة السابقة لزمن الحرية، فهل الإناث فقط يعشقن التباهي بإنتاجهن أو بقدرتهن على التحرر من الماضي، أم أنهن يشتركن مع كل البشر بهذا الأمر.

الصورة الثانية

"الأنثى المضطربة" التي تخشى التجربة... ثم يتم تفسير قلقها على مساحة من العصابية أو حتى محاولة الفرز بين الجنسين فتبدو وكأنها "اللحن النشاز" الذي يريد الاحتفاظ بـ"مكتسبات الماضي" وسط حياة معاصرة... لكن هل توقفنا فجأة لنفهم هذا القلق الذي يظهر في لحظات التحول؟! وهل بالفعل تستطيع الأنثى التخلي عن صورتها القديمة كي تدخل حياة متجددة؟ وهل ظهرت هذه الحياة التي يمكن تطمئن فيها الأنثى دون خوف من المستقبل الذي لم يستقر.

الصورة الثالثة

"الأنثى القادرة" على التعامل مع جانبي المعادلة فتحاكي بصورتها كل التراث ثم تتلاعب على الحاضر... ولكن هل الذكور مختلفون عنها؟ وهل هم بريئون من عملية التلاعب على التراث والحداثة؟

صورة متفرقة في فضاء التناقض المستخدم في ثقافة ذكورية بامتياز... أبوية ومحاصرة بالمقدسات... مقدسات خاصة بالذكر وليس بالله أو الدين... مقدسات متراكبة يصعب الخروج منها بالإناث أو بالذكور لأنها تحتاج لثقافة يحمل مسؤوليتها المجتمع بأكمله.