العشق وطني... يكسر المساحات البدائية ويضعني على زوبعة لا تسمح بالهدوء، فأرى المدن على شاكلة جديدة، أو يصبح الحزن سؤال فلسلفي يدفعني باتجاه "التأمل" أو الشرود خارج المسائل التي تحلق فوقي، فهو قارب النجاة الوحيد في زمن الثقافة المكتوبة بأسطر متعرجة، وأنا التي كسرت أظافرها دون أن تستطيع كتابة "الخط على السطر"، أو الوقوف بوجل أمام حضرة الأساتذة، فإذا لا مس العشق وجنتي أدركت أن الوطن قادر على الإنجاب، وهو أيضا مستمر في دورتي الدموية كي أنظر "إليكَ" دون وجل أو تعب من بقيا التراث في داخلي...

ربما تملنا الدقائق، أو تعود بنا إلى المتاهة الأولى، لكن الموضوع الذي أغرق به يبقى حاضرا حتى في الابتسامة أو العبوس، فينتابني مد السخرية أما قراءة "قانون الأحول الشخصية" الذي لن يمنع النساء من الحب، أو من محاولات التحرر من العفة التي على ما يبدو تطل برأسها من القوانين ونوافذ البيوت، ومن الشرفات التي فقدت العنصر النسائي، وبقي الذكور فيها يراقبون الحشمة من على بعد.

هو وطن وعشق... أو صور دائمة وهوى لتكسير كل ما هو معتاد، لكن في النهاية لا يوجد خط فاصل بين الحزم التي تطال جسد الرجل فتضيئه أو تضرب أسطح المدينة فنستفيق على صورتها التي تتغير، وتغيرنا معها فنبقى عشاق لتلالها التي تطلب الغيث أو حتى لأنهارها التي باتت مكب نفايتنا، لكن ذاكرتنا "تورث" وعشقنا أيضا، وتراكب المشهد اليوم لن يزيل قدرتنا على التشبث بما يمكن أن يحدث داخل قلوبنا أو حتى على الأرض التي نسير عليها.

هو عشقنا في النهاية داخل الأرض التي تضم عواطفنا و "سيناريوهات" لمراهقات ينهضن من بيننا ويصبحن قادرات على تأنيث الحياة، وعلى تعليق القبل على شفاه الذكور، وهن أيضا من سيصف من جديد "جسد الرجل" و "مساحة الوطن" بعد أن ملت الأجيال "هدوء" عواطفنا أو حتى دفنها داخل العباءات السوداء، أو على سرير لم يستطع أن يلخص الوطن عبر تاريخه، فهو مخدع الخلفاء الذين أورثونا صورة "السياف" ومشاهد "السلاطين" وربما معابد الجنس المخبأة داخل القلاع.

العشق بلا وطن!!! ربما... لكن مسكون بهوية التحدي عندما يظهر أرض تلفحها الشمس، أو يخنقها الخوف من ملامسة النسمات لأجساد النساء، أو حتى من رؤيتها دون تطرف وجدائل من الشعر بدأت تنتشر في أزقة القدس.... عشق يتحدى كل رغبات من يريدون بناء وهم على مساحة الوطن، أو يفترضون أننا قادرات على الخصب دون خفقة قلب تضربنا وانتعاش يدفعنا لكتابة تاريخ الوطن على "أجساد الذكور".