ما الذي يفصل غزة عن جسدي... أكاد أضيع في التفاصيل وأغرق في الحرائق المختلطة أو في الرغبات الخانقة التي تريد ابتكاري وابتكارها، ففي غزة يمكن أن أولد أنثى وفيها أيضا كل احتمالات العودة إلى عويل الذئاب ونهش الأجساد... وفيها أيضا امتزاج الهضاب مع نهدي ومساحة الحرام والحلال وحتى "شهوة" تبقى متوهجة في عيون الغرباء فتنعكس الشمس على بياضها ويبدأ فصل الاغتصاب...
لا فرق بين الأرض وأجساد النساء.. ولا تميز بين تفكير الذكور ورغبات الاقتناص التي تجعل من مساحات الحرية إرهابا أو إباحية، ففي الحالتين هناك فتوى بالقتل سواء أصدرها صاحب عمامة أو متأنق يلبس ربطة عنق، ولا فرق أيضا بين التباهي بالفحولة أو بالقدرة على اجتراح المعجزات على أرض غزة...
وأحملها في داخلي... أحمل معها كل الرغبات الدفينة التي خبأتها منذ الولادة، واعتقدت فيها بان البكارة كنز انكشف أمامي فانتهت أسطورة الطهارة، وانتهت معها خرافة "الحصانة" و"التحصين" والحياء الذي يرافق البعض حتى الآن بينما ينكشف الجميع أمام الذاكرة أو في مواجهة الصور السوداء المنتظرة...
في غزة صورة لمعاناة مراهقة أمام طيف الذكورة، وفيها أيضا كل شهوة الحرية التي يغلقها البعض بجدرانه العازلة، فنحفر الأنفاق وتنهار علينا، ونكتب أسماء الصديقات بأحرف مكسرة لأننا نمتزج بتراث أصفر يحملنا خارج الأرض فلا نستطيع التفريق بين المأساة التي تلاحق رغباتنا أو تدفعنا لرؤية الأرض على شاكلة تلاقي الساقين، ففي الحالتين هناك "اغتصاب" سيحدث، وهناك خوف من أي بريق يظهر، وهناك أيضا الفوضى التي نبقى فيها.
بين غزة وجسدي جدران تحاول إعادة التاريخ إلى مهده، وتقدم لي ألحانا راقصة لـ"سيادة" على الأرض أو على "الشرف" أو "العرض"، كانت مكتوبة في المعلقات العشر، وهي اليوم محفوظة في الوصايا العشر الجديدة التي ظهرت منذ أن تشابهت أمامنا المفردات وجعلتنا نحمل "نجاتنا" وكأنها نطاق مغلق نموت فيه رغم اعتقادنا أنه سيجعلنا خالدين على الأرض.
هي أرواح معلقة، ولا فرق إن كانت من غزة أو من أي مدينة تعيش في مساحة الخوف من أجساد النساء، أو من "طيف" الحرية الذي يتمايل أمامها، وهي أرواح امتلكت يوما أحلاما ومشاعرا وحبا جارفا، ومن حصدها سيبقى مرسوما في ذاكرتنا، وهو العنوان الذي سيستمر رغم رهان البعض بأن الزمن ربما ينسينا!!!