ليس هناك رابط في الزمان أو المكان، أو حتى الأشخاص الذين يمكن أن ننساهم، فالدعاة يشبهون أحيانا الوجوه الإعلامية، وخطاب باراك أوباما بشأن الأسلحة النووية ربما لا يختلف في العمق عن مسألة الترحيل لأنه في المسألتين فرز حاد لا يمكن فهمه بشكل تحليلي أو منطقي، أما قضية عمرو أديب فهي أيضا تدخل ضمن اللوحة السوريالية التي نشكلها اليوم على إيقاع عجز اجتماعي أو.... سياسي.

أريد تكوين "كولاج" يجمع ما بين عمرو أديب عندما التقى الشيخ " عبد الرؤوف عون"، رغم أنني شخصيا لم أسمع بهذا اللقاء إلا مؤخرا عبر الرسائل الإلكترونية، لكن صحة اللقاء ليست مهمة فهذا الشيخ يمكن أن يجتمع مع عمرو أديب على طريقة النجومية، ويمكنهما أيضا أن يكونا ظلا لكل المساحة السياسية التي تقوم على عملية "الفرز" التي نشاهدها اليوم وكأنها فيلم أمريكي يحصد جوائز الأوسكار.

في زمن الترحيل يمكن أن نقرأ عن "الزواج العرفي" لـ"عبد الرؤوف عون"، وهو أيضا وعلى ذمة بعض المواقع وضع كتابا عن الأوضاع الجنسية الخاصة بالمسلم، والمواضيع كلها مهمة لأنها ستدخل ضمن اللوحة التي تقدم بانوراما حياتنا المعاصرة، أو "كولاج" لزمن نغرق فيه ولا نجد سوى أسماء المدن تعلو فوقنا بعد أن أصبحت خلفنا، وبعد أن غابت في مساحة من الغبار الذي خلفناه ونحن نشاهد "المؤتمرات عن الأسلحة النووية" أو حتى أشكال رجال القاعدة وهم يتهددون بلحاهم الطويلة، ثم يريد البعض إقناعنا بأنهم سيستخدمون السلاح النووي ضد البشرية.

زمن الترحيل والتهليل بكلمات عمرو أديب وفتاوى عبد الرؤوف عون الجنسية بامتياز، وربما كلمات أوباما التي تلغي الطيف وتجعلنا مقتنعين بأن العالم بات قرية "هوليودية" كبيرة، وأن السيناريو الذي كان يظهر عن أسلحة نووية مسروقة ربما يصبح أكثر من مجرد خيال.... لكن اللوحة لا يمكن أن تكتمل بهذه السرعة، فهناك إضافات كثيرة عن فضائيات عربية تستضيف ضباط إسرائيليين للحديث عن الترحيل، ونشرات أخبار تقطع بثها لنقل خطاب أوباما، وكتب تحقق الملايين لأن الأزهر أجازها لتحاكي الغرائز بينما تحذف القبلات من الأفلام المعروضة على العرب سات أو النايل سات....

الترحيل ليس قدرا بل خيار يسير على هامش فكر يهوى النجومية، فيبدو عمرو أديب وكأنه هابط من السماء، ثم تغزو الأفلام عيوننا فلا نرى سوى مسارات مركبة لتحقيق بوليس طويل داخل باكستان وأفغانستان، وعندما نريد أن نتسلى فأمامنا كتب عبد الرؤوف عون، وفيها يمكن أن نطالع ما نشاء من "الحلال" الذي سيبعدنا عن الحرام أو عن التفكير بأن المستقبل يبدو شكلا موافقا لهذا "الكولاج" العجيب.....