استبعد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي آفيف كوخافي، أن يسعى حزب الله إلى تسلّم السلطة في لبنان، مرجحاً نشوب حرب أهلية في البلد ’بسبب تغليب العقائد على مصالح لبنان الاقتصادية’.

وقال كوخافي في أول عرض أمني قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن من غير الواضح ما إذا كان حزب الله يريد السيطرة على لبنان لأنه يدرك أن هذا الأمر يتعارض مع مصالحه. وأضاف الجنرال الإسرائيلي ’لقد تعلم حزب الله من نموذج حماس وفهم أن هناك الكثير من القيود التي يفرضها وجوده في السلطة’.

واعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن الأحداث في لبنان تمثّل ’صفعة رنانة للرئيس (الأميركي باراك) أوباما وفشلاً ضخماً - حتى لو كان متوقعاً - للسياسة الأميركية في منطقتنا’. وكتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أيال زيسر، أن ما حصل هو تعبير عن سقوط موقع واشنطن ولذلك لم يحسب حسابها أي شخص حتى في لبنان. من ناحية إسرائيل، لا تتعلق المسألة بتغيير حقيقي. فحزب الله أيضاً نما تحت سيطرة سعد الحريري بلا إزعاج.

وعلى أكثر تقدير سيكون من السهل على إسرائيل أن تجبي الثمن من لبنان حيال مكائد حزب الله.

إلى ذلك، وفي تدخل جديد للإدارة الأميركية في الأوضاع اللبنانية اعتبر البيت الأبيض أن حزب الله استخدم ’الترهيب والتهديد’ لتنفيذ مآربه السياسية، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ان سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية ’سيكون لها بالتاكيد تأثير’ على العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان.
واكد مصدر حكومي اميركي رفيع المستوى بحسب صحيفة السفير اللبنانية ان شكل الحكومة اللبنانية هو ’قرار لبناني، لكن هذا القرار يجب عدم التوصل اليه عن طريق الاكراه والترهيب والتهديد بالعنف، وحزب الله انخرط بدعم من سوريا في هذه الطرق الثلاث لتحقيق اهدافه السياسية’. وتابع: ما يهم ان تلتزم الحكومة اللبنانية المقبلة الدستور اللبناني وترتقي الى كل التزاماتها الدولية بما في ذلك قرارات مجلس الامن الدولي والتزامها بالمحــكمة الخاصة بلبنان.

من جهتها دعت فرنسا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى تشكيل حكومته ’في اطار الدستور عبر الحوار وبمنأى عن أي تدخل خارجي’. ودعت ايضا الحكومة المقبلة الى احترام الالتزامات الدولية التي اتخذها لبنان وخصوصا ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ونقل متحدث رسمي عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته جميع الأطراف للمحافظة على الهدوء، متوقعا من أي حكومة في لبنان أن تلتزم التعهدات الدولية.

وأعلنت دولة قطر عن أنها تحترم النهج الديموقراطي في التشاور الذي أسفر عن تكليف الرئيس ميقاتي تأليف الحكومة.