الكاتب : زينب الدبس

أنها أعراس الديمقراطية في العالم العربي صبغت بلون الحب والعشق جردتنا حتى من مهلة التفكير وضعت على وجوهنا قسمات مزجت بالفرح والأمل ...... أسقطت الحسابات، وعرت أنظمة قمعية مهترئة عفا عنها الزمن ، ثورات شعبية انتشرت في الوطن العربي أسقطت زيف أكاذيب رافقت أجيالا بأكملها، وأعادت الحلم بمستقبل أفضل للملايين التي سحقتها قوانين الطوارئ والمراحل الانتقالية التي لم تحقق إلا المزيد من عدم الاستقرار والتنمية، فبات الحاضر مهدداً والمستقبل مجهولاً ، لدرجة بدت حالة التخبط والإرباك الأمريكي والإسرائيلي واضحة للعيان فالصورة التي سعت الولايات المتحدة لتكريسها بالطبع لخدمة المصالح الإسرائيلية على مدى عقود انهارت ومفهوم المصالح هنا من السعة والامتداد بحيث يصعب تحديده, لكن الأهم فيه هو النفط الذي يشكل مخزونه فيها النسبة الأكبر من احتياطي العالم, والموقع الاستراتيجي المهم للشرق الأوسط في قلب العالم, وكون الشرق الأوسط سوقاً استهلاكية واسعة لتصريف المنتج الصناعي الغربي.

‏ هكذا يثبت الغرب وقاحته عبر تخليه بين ليلة وضحاها عن أحجار وضعها على رقعة الشرق الأوسط ، ولم يحرك ساكنا أمام ثورات الشباب المتوهج علما والذي أتقن أصول اللعبة السياسية الجديدة ليوجه أول "كش" إلى الغرب المنتظر للنقلة القادمة "مات" وهي تقضي على مطامعه هنا.

فحالة القلق والخوف على مصير الكيان الصهيوني التي سادت القيادة والأوساط السياسية الإسرائيلية إثر التطورات التي سادت المنطقة العربية ،ورحيل أنظمة حليفة لإسرائيل ،بداية من خسارتها الحليف السابق حسني مبارك الذي حافظ على السلام بين "إسرائيل" ومصر منذ ثلاثة عقود،في الوقت الذي سعت فيه "إسرائيل" إلى "ضمان استمرار هذه العلاقات" حيث أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن على الأسرة الدولية أن تطلب من أي حكومة مصرية جديدة احترام معاهدة السلام التي أبرمت مع المؤسسة الإسرائيلية قبل ثلاثين عاماً هذا يعني إمكانية تغيير الاتفاقيات ومن ضمنها معاهدة "كامب ديفيد" وكذلك عودة مصر إلى حضورها العربي الطاغي وخروجها من الأحضان الأمريكية الصهيونية، وبالتالي خلق قوة قومية جديدة معادية للوجود الصهيوني في المنطقة لأن أي ديمقراطية حقيقية في مصر ستغير وجه الشرق الأوسط, وبالتالي إجبار الغرب على تغيير نظرته إلى المنطقة، والتعامل مع دولها وقضاياها بطريقة غير الطريقة التقليدية التي استخدمتها لعقود وقامت على الاستعلاء والإملاء ومنطق القوة والغزو والتحالف مع إسرائيل والتغطية على جرائمها ومناصبة القوى الرافضة لسياساته العداء ومعاقبتها وتصنيفها زوراً في لوائح الإرهاب والشر..؟

في الوقت الذي تعتمد فيه الدول الغربية في خطابها على سياسة الكيل بمكيالين فمواقفهم بذكر الديمقراطية والحقوق والحريات، غالبا ما تكون من قبيل الخطابة وليس السياسة، أوربما تقتصر على عبارات تجميلية لإخراج المضمون الأهمّ في تلك المواقف، أي المرتكزات الفعلية التي تتبناها الحكومات الغربية منفردة ومجتمعة، لتثبيت رؤاها السياسية الإستراتيجية على المدى البعيد وخطواتها التطبيقية على المدى القريب تجاه "الجوار" العربي والإسلامي."

فما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها يوم الأربعاء 16 فبراير2011 أمام مؤتمر لزعماء اليهود الأميركيين في القدس: "يتعين على إسرائيل أيضا أن تستعد للأسوأ" و" إسرائيل لا يمكنها أن تدعي الحياد فيما يتعلق بالنتيجة"يعكس حقيقة الخوف الإسرائيلي على مستقبله وجعل السيناريوهات أمامه مفتوحة فجميع التصريحات التي يدلي بها القادة الإسرائيليون تصب إلى أنَّ الوضع القائم حالياً يتطلب من "إسرائيل" المزيد من اليقظة، والاستعداد لأي حرب متوقعة قد تندلع، أو تُشن عليها، من عدة جبهات في آن واحد،

فقد وصفت عضو الكنيست "تسيبي ليفني" الوضع الإقليمي في المنطقة، بعدم الوضوح، وأنَّ الخوف ينتاب مواطني "إسرائيل" إزاء مستقبلهم ومستقبل الدولة، في ضوء أنهم ينظرون بقلق لما يحدث بالخارج خاصة في مصر وتونس، ويرون أنَّ "إسرائيل" محاطة بالأعداء، ويشهدون عمليات تجريدها من شرعيتها، للدرجة التي جعلت شعورهم هذه الأيام يصل إلى "انعدام اليقين إلى درجة الخوف.

إذن الخوف هوسمة من سمات الكيان الصهيوني يبدو أنه سيبقى يشعر بحالة من عدم الأمان والاستقرار بسبب احتلاله لأرض هي ليست أرضه وعليه أن يعلم أن خوفه لن يزول بل سيزداد إلا في حال زواله .