ليس حلا سياسيا أو "خارطة طريق" على شاكلة المؤتمرات التي يتم عقدها في تركية بشكل دوري، فقضيتي هي تجاوز المعنى المجازي إلى الحالة الواقعية، فالطريق الذي أقصده هو جغرافيا ما يصل سورية ويشكل مناطق تفاعل حيوي، وأتذكر أن الاحتجاج منذ بدايته قام بقطع الطرقات الدولية، وإعلاميا كان هذا الأمر "تظاهر سلمي"، وبالتأكيد لم يكن الأمر عاديا بالنسبة للسوريين الذين يعتبرون أن سورية ليست جغرافية للانتقال، فهم يخلقون في أماكن متفرقة، ويوجدون بشكل طبيعي، فالانتقال لم يكن خيارا والاختلاط المناطقي أو التجاري أو السياسي ليس قدرا من طبيعة الأشياء.

لكن "التظاهر السلمي" قطع الطرقات لفترات متقطعة وأعتقد أن هذا الأمر كان نقطة مفصلية، عندما بدأ السوريون ينظرون إلى سورية وفق خارطة التظاهر أو عمليات قطع الطرق، وباعتقادي أن الجناح الأساسي من التظاهر كان يريد تحقيق هدف عبر هذا النوع من التحرك، فهو يسعى لإعادة رسم الإحساس بسورية على هذه الشاكلة: التفكير بالمقاطع السورية... بعد ذلك ليس مهما ما يحدث، وليس ضروريا البحث عن أهداف الاحتجاجات طالما أن البعض بدأ ينظر لنفسه على شاكلة مختلفة.

هناك حالة انتهت بالتأكيد من خلال الإصرار على عدم قطع الطرق الدولية، ولكن ربما علينا رسم المساحة التي تم اختراقها، فهي الأخطر وهي الأكثر على تحطيم الرؤيا التي نحملها لسورية، فالتعددية والديمقراطية وكل الأهداف السياسية تنتهي عندما يصبح الوطن على شاكلة خارطة التظاهر.

في استنبول انعقد مؤتمر "الانقاذ" ودعا لعصيان مدني، وهو أمر يبحث في حالة ربما علينا تخيلها، لأن العصيان المدني يفترض تفوق الإرادة العامة على كل الحلول المطروحة فهل هناك حل سوى الشعارات الإعلامية؟ سؤال أملك له مبرر وحيد البحث عن برامج التحول وليس الشعارات الانقلابية والإعلامية...