عشية وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى نيويورك اليوم، تمهيدا لعقد اجتماع مع مجلس الأمن الثلاثاء المقبل لطلب دعمه للخطة العربية. جددت موسكو رفضها، مشروع القرار الذي قدمته دول عربية وغربية، يشير إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقدم الأوروبيون ودول عربية إلى مجلس الأمن مشروع قرار حول سوريا يستند على الخطة التي أعدتها الجامعة العربية وتطلب خصوصا تسليم الأسد صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وإجراء انتخابات.
وعلى الرغم من اعلان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بعد الاجتماع، أن موسكو مستعدة لإجراء نقاش حول مشروع القرار العربي ـ الأوروبي، فإنه أكد أن أجزاء من مسودة القرار بشأن سوريا غير مقبول.

وقال دبلوماسيون إن تشوركين أبلغ اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن بأنه يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه مشروع قرار أوروبي ـ عربي يؤيد خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا.

ونقل دبلوماسيون عن تشوركين قوله إنه يختلف مع الجامعة العربية لمحاولتها فرض حل خارجي على الصراع في سوريا كما رفض فكرة فرض حظر للسلاح واستخدام القوة.

في هذا الوقت، أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أن معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وقال، في بيان صدر في مقر الجامعة العربية في القاهرة، إن "معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني الحالي وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب".

وأضاف إن "الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار". وطالب "بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية"، مشيرا الى ان بعثة المراقبين ستواصل مهامها حتى الآن برغم هذه الظروف.
وفي السياق، قال وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، إن "الجامعة العربية لن تسمح بالتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، وإن هذا الأمر ليس مطروحا للنقاش". وأضاف إن "الجامعة العربية هي القناة الوحيدة التي يمكنها ان تجمع الطرفين من اجل انهاء هذه الازمة على اساس قرار يتفق عليه الجانبان، وإن هدف الجامعة العربية هو إخراج سوريا من هذه الأزمة من خلال خطة وآلية عربية".

ورأى بن علوي ان"الحكومة السورية على الرغم من تعاونها مع الجامعة العربية لا تقبل كثيرا من قرارات الجامعة العربية".

ميدانياً، تضاربت الأنباء حول عدد القتلى الذين سقطوا امس في سوريا في ما سمي جمعة الدفاع عن النفس، وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، مقتل 56 شخصا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية في محافظات درعا وحلب وحمص وحماه ودوما وحمورية قرب دمشق.

من جهتها، أعلنت وكالة الانباء السورية سانا)مقتل طفل وإصابة 11 شخصا بين مدني وعنصر أمن في انفجار عبوة في حي الميدان في دمشق تلاه اطلاق نار من قبل مجموعة ارهابية. كما اعلنت اصابة عدد من المدنيين وقوات حفظ النظام بمنطقة قطنا بريف دمشق إثر انفجار عبوتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في احد شوارع المدينة.

وفي القاهرة، اقتحم عدد من السوريين المقيمين في القاهرة مبنى السفارة السورية في القاهرة قبل أن تتمكن قوات الامن المصرية من صدهم، وحمّل السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد السلطات المصرية مسؤولية هذا التقصير.