www.souriaalghad.me
بعض التقارير تتحدث عن نوعية التطورات التي طالت الأزمة السورية عشية وصول بعثة من الفنيين الأممين إلى سورية، فتفجيرات دمشق وحلب لا تبدو بعيدة عن محاولة وضع الحدث السوري وفق أجندة جديدة، وذلك في محاولة لخلق مناخ مختلف يختلط فيه الإرهاب مع الضغوط الدولية وهو ما يجعل مهام كوفي عنان صعبة وتسير على إيقاع مختلف عن موضوع "التسوية" أو الحوار التي من المفترض أنها غاية الاتصالات التي يقوم بها.
وكان احمد فوزي، المتحدث الرسمي باسم كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، أعلن ان اعضاء مجموعة الفنيين الدوليين المفوضة من عنان سيتوجهون اليوم الاثنين 19 آذار الى دمشق، موضحا ان "اعضاء البعثة سيغادرون في نفس الوقت من جنيف ونيويورك الى العاصمة السورية"، وذلك لمناقشة تفاصيل "آلية المراقبة" على أن يشمل ذلك "وقفا فوريا للعنف والمجازر".
ووفق مصادر في نيويورك فإن مهمة الفنيين تواجه اليوم ثلاث تحديات أساسية فرضتها التطورات الميدانية، فبعد موجة التفاؤل التي أشاعها عنان بعد زيارته إلى دمشق، فإن مباحثاته ما بين الدوحة وأنقرة وأخيرا نيويورك حملت حذرا جديدا توجها العنف والإرهاب الذي ضرب كبرى المدن السورية دمشق وحلب، وتعتبر المصادر أن التحديات الجديدة ربما تحمل معها تحولا في السيناريوهات وفق:
أولا – التحول الحقيقي نحو عمليات التفجير من أجل خلق بيئة عنف مختلفة، فبعد فشل السيطرة على الأرض، فإن خلط الأوراق والتشجيع على إيجاد بؤر إرهابية بهدف الإرباك بالدرجة الأولى، و "تعميم العنف"، وذلك لقطع أي سبيل سياسي والاعتماد على "التداعيات" المحتملة لـ"الإرهاب".
الثاني – الخروج من مسألة الخلاف حول تسليح المعارضة باتجاه جعل سورية مساحة مفتوحة للتطرف، وهو أمر إن لم يتم السيطرة عليه فإنه يحمل مخاطر القفز باتجاه "الحرب الأهلية"، ويبدو أن هذا الرهان يشكل محورا أساسيا للمعارضة في الخارج من أجل الدخول مجددا إلى الأزمة على الأخص مع حالة الانقسامات التي ظهرت في المجلس الوطني.
عمليا فإن مهمة عنان ستواجه اليوم مساحة رمادية في حال الرغبة بمحاورة الطرف الثاني، أي المعارضة المسلحة تحديدا، من أجل تحقيق ما يسمى "وقف إطلاق النار"، وهو ما دفع بعض الأطراف الإقليمية الداعمة للمعارضة إلى تغير آلياتها وربما المراهنة على الإرهاب وتداعياته، وبالتالي الرهان على حرب طويلة الأمد، وهو ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية في عددها اليوم حول التحولات في استراتيجية المعارضة لجر سورية باتجاه صراع طويل الأمد.
ميدانيا تحدثت مصادر إعلامية مختلفة عن اندلعت بين القوات الحكومية وعناصر مسلحة في حي المزة في العاصمة دمشق فجر يوم الاثنين 19، ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن سكان قولهم إنهم سمعوا "إطلاق نار كثيف من مدافع آلية وانفجارات طوال ساعات ليل الاثنين" في حي المزة، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" ان مجموعة مسلحة أقدمت يوم الاحد 18 آذر، على إطلاق النار على الأهالي في قرية حسيبة قرب القصير في ريف حمص، ما أسفر عن مقتل 13 مدنيا بينهم نساء وأطفال. كما أفادت الوكالة بان اشتباكات اندلعت بين "الجهات المختصة" ومسلحين حاولوا قطع الطريق بين اريحا اوجسر الشغور، مضيفة ان عددا من المسلحين قتلوا في الاشتباكات. "كما رصدت الجهات المختصة منطادا مزودا بجهاز تصوير فوق قرى جسر الشغور الحدودية وتمكنت من إسقاطه والاستحواذ عليه"، كما قامت مجموعة مسلحة بتفجير جسر على الطريق الدولي دمشق – درعا.
وأضافت الوكالة ان الجهات المختصة داهمت وكرا للمسلحين في حي العمال الشرقي في دير الزور واشتبكت معهم ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين بينما لقي ضابطان أحدهما برتبة مقدم والآخر برتبة نقيب مصرعهما، وأصيب 3 آخرون بجروح.
وكانت مدينة حلب شهدت تفجيرا ارهابيا أمس الاحد نجم عن تفجير سيارة مفخخة بحي السليمانية، اودى بحياة 3 اشخاص، واسفر عن اصابة ما لا يقل عن 24 شخصا بجروح.
وانفجرت السيارة خلف بناية البريد، بعيدا عن مقر الامن السياسي، وكانت تحمل لوحة دمشقية.
كما سمع دوي انفجار في حي الصاخور وجرت اشتباكات مسلحة بعدة مناطق في المدينة.