للمرة الثانية خلال يوم واحد قامت بعض أطراف المعارضة المسلحة في سورية بتأكيد التزامها بموعد وقف إطلاق النار، فبعد تصريحات "رياض الأسعد" قام "رياض سعد الدين" المتحدث باسم ما يسمى القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بالتأكيد على اللالتزام بالموعد المحدد لوقف إطلاق النار، وتأتي هذه التصريحات وسط شكوك في قدرة المجموعات المسلحة على التنسيق فيما بينها لتحقيق "هدوء ميداني" مع بدء تطبيق خطة كوفي عنان في العاشر من الشهر الجاري.

ضمانات خطية

وكانت الخارجية السورية طالبت عبر الناطق باسمها جهاد مقدسي بضمانات خطية من قبل أطراف المعارضة المسلحة بأنها ستوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي رفضه "رياض الأسعد"، أحد قادة ما يسمى "الجيش السوري الحر"، ووفق مصادر غربية فإن مسألة "الضمانات الخطية" تشكل ضغطا على كوفي عنان، المبعوث الأممي على سورية، وذلك لتعدد مرجعية المجموعات المسلحة التي تنشط في سورية، وهي تشكل إحراجا لقيادات "الجيش الحر" التي لن تستطيع السيطرة على كل المسلحين في سورية.

جهاد مقدسي
سورية تريد ضمانات خطية

وحسب نفس المصادر فإن الإلتزامات السياسية للأطراف تجاه خطة عنان ستؤدي إلى وضع ميداني غير واضح المعالم، حيث من المستبعد التزام المجموعات العاملة على الحدود بين سورية ولبنان بمثل هذا الاتفاق، المر الذي سيبقى مناطق مثل حمص وريف حماه مشتعلة، ومن الممكن أيضا أن تشهد الحدود التركية – السورية في منطقة جبل الزاوية بعض الهدوء نظرا لوجود "قيادة الجيش الحر" في الأراضي التركية.

وتؤكد نفس المصادر أن الطلب السوري بضمانات خطية موجع أساسا لبعض الدول الإقليمية التي أعلنت دعمها تسليح المعارضة، فالطلب السوري هدفه تجفيف مصادر تمويل وتسليح المعارضة، وليس الحصول على تعهد من أطراف متعددة لقادة المجموعات التي تعمل داخل سورية، على الأخص أنها بمعظمها "مجموعات صغيرة" ومتعددة الأهداف والغايات.
وكان رياض سعد الدين الناطق باسم "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر" أكد الإلتزام بوقف إطلاق النار حتى لو لم تسحب الحكومة قواتها من المدن، موضحا بانه في حال "خرق الحكومة" لتعهداتها فإن المعارضة المسلحة ستعود لتهاجم الجيش السوري النظامي.

التصعيد.. وعنان

دوليا اعتبر كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، أمس إن التصعيد "غير المقبول" للعنف في سورية ينتهك الضمانات التي قدمت اليه. وحث عنان القوات السورية ومقاتلي المعارضة على وقف كل أشكال العنف بحلول الساعة السادسة بتوقيت دمشق يوم الخميس 12 نيسان، تماشيا مع مباردته للسلام.
وأشار عنان الى الهدنة التي قبلتها الحكومة السورية والتي تنص على سحب القوات السورية والاسلحة الثقيلة من البلدات، مذكرا الحكومة السورية "بضرورة التنفيذ الكامل لكل التزاماتها"، وأوضح أيضا أنه على اتصال مستمر مع الحكومة السورية، كما طالب "كل "الدول المؤثرة على الطرفين الاستفادة من ذلك التأثير الآن لضمان وقف اراقة الدماء وبدء الحوار".