بدأت صعوبات عمل المراقبين الدوليين بالظهور، وذلك مع استمرار الآليات التي اتبعتها بعض الدول ضد سورية قبل أن يتم إقرار خطة كوفي عنان، فـ"أصدقاء سورية" واصلوا أمس عملهم من باريس، في وقت تباث وفد من المعارضة السورية في الداخل مع المسؤولين الروس، بينما وجه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، طلبا إلى مجلس الأمن لنشر بعثة المراقبين إلى سورية.

جدل المراقبين

وكان رئيس مجموعة المراقبين في دمشق، العقيد المغربي أحمد حميش، أوضح في تصريحات أمس عدم وجود أي "مظاهر لعملية سياسية"، كما "لاحظ" عدم احترام لوقف اطلاق النار، واصفا مهمة بعثته بأنها "الأكثر صعوبة" من بين المهمات التي قامت بها الأمم المتحدة، وأكد ضرورة التنسيق والتخطيط "والعمل خطوة خطوة" مع "الحكومة بالدرجة الأولى ثم مع جميع الأطراف".

وحسب خالد المصري، المتحدث باسم الأمم المتحدة في سورية، فإن أعضاء من فريق المراقبين الدوليين قاموا بزيارة الى مدينة درعا أمس والتقوا محافظها وجالوا في المدينة، كما اجتمع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع فريق تقني للمراقبين؛ للاتفاقِ على بروتكول عمل البعثة.

بان كي مون
سيطلب قرارا جديدا لنشر المراقبين

أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فأوضح أنه سيوجه طلبا رسميا اليوم الأربعاء الى مجلس الامن الدولي بنشر بعثة المراقبين كاملة القوام في سورية، وأعرب في تصريح صحفي في لوكسمبورغ عن أمله بتأييد مجلس الامن الدولي لهذه الخطوة، منبها في نفس الوقت ان 250 مراقبا ربما لا يكفي، نظرا لصعوبة الوضع الميداني، لتحقيق الرقابة الكاملة على تطورات الوضع في سورية، وكشف عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتزويد المراقبين في سورية بمروحيات للتنقل بها.

"أصدقاء سورية" يعرقلون

وتسير خطة كوفي عنان وسط إجراءات مضادة تحدث عنها أمس وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بوضوح أمس، داعيا الأطراف التي لها تأثير على اطراف النزاع إلى العمل ضمن مصالح الشعب السوري وأمن المنطقة، وليس انطلاقا من طموحات تلك الأطراف، متهما من أسماهم "المتنبؤن بفشل خطة كوفي عنان" بالعمل من أجل تحقيق هذا التنبؤ، وذلك من خلال توريد اسلحة الى المعارضة، وتحفيز عملياتها ضد مواقع حكومية مدنية.

وأوضح لافروف أن هناك "بلدانا وفوى خارجية" تحاول بشتى الوسائل استبدال الجهود الدولية باشكال غير رسمية مثل "مجموعة اصدقاء سورية" حسب تعبيره، معربا عن أمله في "أن ينطلق كل الذين يتعلق الأمر بهم، من مصلحة الشعب السوري والامن في المنطقة، وليس من منطلق طموحاتهم"، وتأسف أيضا لتأخر نشر المراقبين محملا "سكرتارية هيئة الامم المتحدة" مسؤولية هذا الموضوع.

وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أوضح ان التمثيل الروسي في بعثة المراقبين بسورية هو "تمثيل ذو وزن"، مشيرا إلى أن المشاركة الروسية "قيد التطور"، لافتا الى ان الهدوء في سورية والمصالحة الوطنية لا يتوقفان على الحكومة، بل على مسؤولية الذين يعارضون تلك الحكومة.

ويأتي الموقف الروسي متزامنا مع إقرار مجموعة العمل حول العقوبات ضد دمشق، والمكونة من 50 دولة بيانا، دعت فيه أوساط الأعمال إلى مقاطعة سورية، وقال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبية، في افتتاح أعمال المجموعة أمس في باريس، إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية حرمت الدولة من نصف احتياطيها المالي، موضحا أن الاجراءات التي استهدفت القطاعين المصرفي والمالي، خاصة تجميد موجودات البنك المركزي السوري، أدت إلى تجفيف عائدات النفط و "سحب موارد ثمينة من الدولة السورية".