وصل مساء أمس إلى دمشق المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فيما بقيت أجواء التوتر تخيم على معظم المناطق الساخنة في سورية، مع تصريحات للجنرال روبرت مود، رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة بأن مستوى العنف لن ينخفض ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار، ووسط هذه التطورات عادت تصريحات وزير خارجية قطر لتذكر بالأبعاد الحقيقية للأزمة السورية.

الأزمة والمربع الأول

ومنذ مساء الخميس عادت الأحداث في سورية إلى "المربع الأول" مع اضطرابات في جامعة حلب بحضور المراقبين الدوليين، وجدثت مجابهات بين الطلبة فيما قام المتظاهرةن بأعمال تخريب وتكسير، وتأتي هذه التطورات وسط أعمال عنف من خلال العبوات الناسفة والاغتيالات تشهدها مدينة حلب التي شهدت أمس الجمعة أيضا بعض التظاهرات في أحياء متفرقة.
ورغم التركيز من قبل بيانات بعض الأ"راف المعارضة خارج سورية على مسألة التظاهر، لكن القلق الأساسي يبقى في إطار "الوضع الأمني" المرتبط مباشرة في تطبيق خطة كوفي عنا، المبعوث الأممي إلى سورية، حيث وصل إلى دمشق أمس الجنرال السنغالي بابا كار غاي، المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وحسب المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين، حسن سقلاوي، فإن الزيارة ستستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس بعثة المراقبين، ويطلع على أوضاع البعثة بنحو كامل.

أما الجنرال رئيس البعثة روبرت مود فاعتبر أمس ان مستوى العنف لن ينخفض ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية، وعبر في مؤتمر صحفي عن ارتياحه لما شاهده منذ وصول البعثة، "لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف"، وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية، حسب تعبيره.

مود
العنف مستمر

واعتبر مود أن عدد المراقبين مهما ارتفع فلن يؤثر بمستوى العنف، موضحا أن إعطاء فرصة للحوار بين كافة الأطراف الداخلية يمكنه تحقيق ذلك، وحول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتحميله القاعدة مسؤولية تفجيرات دمشق، أوضح مود أنه إذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم دمشق، الذي أدى إلى سقوط العشرات، فسيكون هذا "تطوراً مثيراً للقلق"، مبينا "أنه يستحيل في هذه المرحلة معرفة من أين جاء هذا النوع من العنف ومن الذي قام به"، كما اعرب عن اقتناعه بأن العنف مهما بلغ مستواه لا يمكن أن يحل الأزمة في سورية، مضيفا أن البعثة "بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار" في سورية وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الأمم المتحدة والدول المساهمة.

وكان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اعتبر في رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن بعض المناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيم "القاعدة" وجماعة "الإخوان المسلمين"، وأن هؤلاء يعملون على تقويض خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وتحدث عن عمليات تهريب أسلحة إلى لبنان، عن طريق البحر أو المطار، ومنها إلى سوريا.

تركيا وقطر مجددا

من جانب آخر تكررت الدعوات التركية لزيادة عدد المراقبين، ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، مشيراً إلى أن المراقبين الـ300 المنتشرين حالياً في هذا البلد لا يشكلون عدداً كافياً.
وخلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود مع نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف، بين أردوغان ضرورة "تغطية الأراضي السورية برمتها" بينما رأى رئيس الوزراء القطري أن "الوضع في سوريا محبط".