وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، أودّ، باسم حكومة بلدي، أن أبلغكم بأنّ الولايات المتحدة قد اتّخذت جملةً من التدابير في إطار ممارسة حقّها الطبيعي في الدفاع عن النفس. وتأتي هذه التدابير للردّ على سلسلة متصاعدة من الهجمات المسلّحة التي شنّتها في الأشهر الأخيرة جمهورية إيران الإسلامية والميليشيات المدعومة من إيران على قوات الولايات المتحدة ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط، ولردع جمهورية إيران الإسلامية عن شنّ أو دعم المزيد من الهجمات ضدّ الولايات المتحدة أو مصالح الولايات المتحدة، وإضعاف قدرة إيران والميليشيات المدعومة من فيلق القدس، التابع لقوات الحرس الثوري، على شنّ الهجمات. وقد شملت هذه التدابير عمليةً نُفِّذت في 2 كانون الثاني/يناير 2020 داخل الأراضي العراقية ضدّ عناصر قيادية بفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري. والولايات المتحدة مستعدةٌ، حسب الاقتضاء، لاتخاذ إجراءات أخرى في المنطقة من أجل مواصلة حماية موظفيها ومصالحها.

لقد كانت الولايات المتّحدة، على مدى الأشهر القليلة الماضية، هدفا لسلسلة متصاعدة من التّهديدات والهجمات المسلّحة من جانب جمهورية إيران الإسلامية. وتشمل هذه السلسلة قيام منظومةٍ إيرانية جوية غير مأهولة بتوجيه تهديدات إلى السفينة البرمائية USS Boxer في 18 تموز/يوليه 2019 حين كانت السفينة تعبر إلى الداخل من مضيق هرمز وفق ما هو مقرّر لها؛ وقد سبق إبلاغ مجلس الأمن بهذه الحادثة؛ كما تشمل السلسلة تنفيذ هجمة مسلّحة بصاروخ أرض - جو إيراني في 19 حزيران/يونيه 2019 ضدّ طائرة استطلاع غير مأهولة من طراز MQ-4 تابعة للبحرية الأمريكية، كانت في مهمّة مراقبة روتينية على مضيق هرمز من المجال الجوي الدولي. وتأتي التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة ضمن سياق الهجمات المسلّحة المستمرة التي تشنّها جمهورية إيران الإسلامية وتعرضّ بها السّلم والأمن الدوليين للخطر، ومنها الهجمات التي استهدفت سفنا تجارية قبالة ميناء الفجيرة وفي خليج عمان بما يهدّد حرية الملاحة وأمن التجارة الدولية، والهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيَّرة عن بعد على أراضي المملكة العربية السعودية.

وعلاوة على ذلك، تنخرط المليشيات المدعومة من فيلق القدس في تنفيذ سلسلة من الهجمات ضدّ قوات الولايات المتحدة. فقد شنّت المليشيات المدعومة من هذا الفيلق في العراق، ومنها كتائب حزب الله، سلسلةً من الهجمات بالنيران غير المباشرة على قواعد في العراق توجد بها قوات تابعة للولايات المتحدة. وفي 27 كانون الأول/ديسمبر 2019، أسفرت إحدى هذه الهجمات عن مقتل مقاول يعمل مع حكومة الولايات المتحدة وإصابة أربعة من أفراد القوات الأمريكية، كانوا جميعا موجودين في العراق بموافقة الحكومة العراقية وبطلب منها للقيام بعمليات ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، كان قد أُبلغ بها المجلس في رسالة موجّهة من الولايات المتحدة بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2014. وكردّ مباشر على هذه الهجمة المنفَّذة في 27 كانون الأول/ديسمبر، قامت الولايات المتحدة في 29 كانون الأول/ديسمبر 2019 بتوجيه ضربات إلى خمسة أهداف مرتبطةٍ بكتائب حزب الله، في العراق وسورية. ثم عمدت هذه الكتائب وميليشيات أخرى مدعومة من فيلق القدس إلى شنّ هجوم على سفارة الولايات المتحدة في بغداد في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019، أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة بممتلكات السفارة.

ومنذ قيامنا بالردّ، عمدت إيران في 7 كانون الثاني/يناير إلى إطلاق أكثر من اثنتي عشرة قذيفة تسيارية ضدّ قوات الولايات المتحدة العسكرية وقوات التّحالف في العراق. ومن الواضح أنّ هذه القذائف قد تم إطلاقها من إيران وهي قد استهدفت على الأقلّ قاعدتيْن عسكريتين عراقيتين تستضيفان أفرادا من القوات الأمريكية ومن قوات التّحالف في عين الأسد وفي إربيل.

والولايات المتحدة تودّ أن تُشير، كما أشارت في مناسبات متكرّرة خلال السنوات الماضية، إلى أنّنا ما زلنا ملتزمين بالتوصّل إلى تسوية دبلوماسية. فنحنُ مستعدون للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادّة مع إيران للحيلولة دون تفاقم المخاطر على السّلم والأمن الدوليين أو التصعيد من جانب النظام الإيراني.

وأرجو ممتنة تعميم هذه الرسالة بوصفها وثيقة من وثائق مجلس الأمن.