كشفت رئيسة مجلس إدارة منتدى الأتاسي سهير الأتاسي، أن جهة أمنية اتصلت بها وأخبرتها «بوجود قرار يقضي بتعليق منتدى الأتاسي وأن القرار متخذ وساري المفعول».

واضافت في اتصال هاتفي أجرته معها “النهار”: «لم توضح هذه الجهة الأسباب التي تقف وراء القرار وقالوا لي يمكنك المجيء الى عندنا لمعرفة تصوراتنا عن الأسباب. لكني رفضت الحضور وطالبت بقرار مكتوب وممهور من جهة رسمية، كي أعرضه على مجلس الإدارة للنظر فيه، وإذا لم نتسلم مثل هذا القرار الخطي فسنستمر وكأن شيئا لم يكن».

ولفتت الى أن هذا القرار «يعني انهم أوقفوا آخر فسحة من الحوار الديموقراطي و يثبت أيضا أن ما حصل معنا منذ نحو شهر حين اعتقلوا جميع أعضاء مجلس الإدارة للمنتدى بحجة إلقاء أحد الأعضاء رسالة باسم المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، لم يكن الا ذريعة ومقدمة لقرار إيقاف المنتدى وتعطيله نهائيا».

ونقلت عن محادثتها الهاتفية مع الجهة الأمنية التي أبلغت اليها القرار ان «هذا ليس قرارا أمنيا، انما هناك اتفاق وانسجام بين جهات ومؤسسات أخرى في الدولة على قرار التعطيل ونحن جزء من هذه المؤسسات».

وأفادت الأتاسي «أننا في مجلس الإدارة الجديد، الذي انسحب منه كل من حسين العودات وحازم النهار ودخله الناشط أكرم البني، قررنا أن نعقد اجتماعا غدا “اليوم” لنتدارس الموضوع، لكن هذا على رغم ذلك لا يعني أننا سنتوقف». وذكرت انه السبت المقبل ستكون هناك محاضرة بعنوان “التغيير في سوريا في ضوء نتائج المؤتمر القطري العاشر للبعث”، وستشارك فيها ثمانية من أحزاب المعارضة إضافة الى البعث، وسننتظر يومها ماذا سيحصل.

وكانت السلطات السورية اعتقلت سهير الأتاسي وثمانية من أعضاء مجلس ادارة المنتدى قبل نحو شهر مدة أسبوع فقط، على خلفية تلاوة علي العبد الله، وهو من أعضاء المنتدى، رسالة موجهة من المراقب العام لجماعة “الاخوان المسلمين” المحظورة علي صدر الدين البيانوني، ويبدو أن اعتراف الاعضاء المعتقلين بأنهم تجاوزا القانون السوري الذي يمنع إي اتصال أو دعاية أو ترويج لتنظيم “الاخوان المسلمين” أو دعاية أو ترويج له قد ساهم في الإفراج عنهم.

ويعتبر منتدى الأتاسي الوحيد المتبقي من جملة منتديات حوارية منزلية شهدتها سوريا في سياق ظاهرة عرفت باسم “ربيع دمشق” وتزامنت مع وصول الرئيس بشار الأسد الى السلطة أواسط عام 2000 ، واستمرت حتى شتاء 2001 .

وتطرق الرئيس الأسد خلال تصريحات صحافية سابقة الى المنتدى، في إشارة منه الى وجود حياة ديموقراطية في البلاد، مما اعتبره البعض موقفا ايجابيا من أعلى سلطة في الدولة، كان له دور في إضفاء الشرعية عليه على رغم عدم موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على طلب الترخيص.

وسهير الأتاسي شابة في الثلاثينات من العمر، متزوجة ولها ابن وحيد يبلغ 14 سنة، وهي ابنة شخصية بارزة المرحوم جمال الأتاسي الذي اضطلع بدور بارز في الحياة السياسية السورية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وهو من مؤسسي الجبهة الوطنية التقدمية، لكنه سرعان ما انسحب منها بعد خلافات داخلية مع حزب البعث وداخل حزبه الاتحاد الاشتراكي الذي شهد انشقاقات عدة، وقبل رحيله عام 2000 تولى منصب الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المعارض والناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي.

وتقول أوساط سياسية أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان يكن احتراما خاصا لجمال الأتاسي على رغم الخلافات السياسية بينهما.

مصادر
النهار (لبنان)