روسيا, هي الآن القوة الرئيسة القادرة على قيادة المقاومة ضد الامبريالية الأنغلوسكسونية.

في قمة فورتاليزا بالبرازيل, قامت مجموعة بريكس باتخاذ الخطوة الأولى بإعلانها انشاء صندوق احتياط نقدي (بمساهمة صينية بشكل رئيسي) وكذلك مصرف بريكس, كبديل لصندوق النقد الدولي, والبنك الدولي, أي كبديل عن نظام الدولار.

حتى قبل الاعلان عن تلك الخطوة, كان الأنغلوسكسون قد ردوا على الأرض من خلال تحويل القاعدة من شبكة إرهابية, إلى دولة خلافة تمهيدا لخلق اضطرابات في جميع أوساط الشعوب المسلمة في روسيا كما في الصين.

بعد يومين من الاعلان عن تلك الخطوة, اتهمت الولايات المتحدة روسيا باسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق دونباس. على هذا الأساس التعسفي, أجبروا الدول الأوروبية على فرض عقوبات ضد نظام روسيا المالي.

ونظرا ليقينها بأن القادة الأوروبيين لايعملون لمصلحة شعوبهم, بل لمصالح الأنغلوسكسون, فقد امتنعت روسيا حتى هذا التاريخ, عن الدخول في حرب ضد أوكرانيا, مكتفية بدعم المتمردين بالسلاح والمعلومات الاستخبارية, اضافة إلى استقبالها أكثر من 500 ألف لاجيء, ورفضها قطعيا ارسال قوات عسكرية والدخول في الاشتباك القائم.

ثمة احتمال بعدم تدخلها قبل أن تنتفض غالبية الشعب الأوكراني ضد الرئيس بترو بوروشنكو, بمعنى, عدم دخول القوات الروسية البلاد إلا بعد سقوط جمهورية دونيتسك الشعبية.

أما في مواجهة الحرب الاقتصادية المعلنة ضدها, فقد اختارت موسكو الرد عبر تدابير مماثلة في مجال الزراعة, وليس التمويل. وهكذا تستعد روسيا للحرب من خلال إعادة هيكلة قطاعها الزراعي بشكل يمكنها من الاكتفاء الذاتي.

علاوة على ذلك, فقد خطط الأنغلوسكسون, من خلال الدولة الاسلامية, تفعيل خلايا ارهابية نائمة داخل أوساط الشعوب المسلمة في روسيا, ثم تنظيم معارضة اعلامية أثناء الانتخابات البلدية التي ستجري بتاريخ 14 أيلول-سبتمبر القادم.

هناك, مالايقل عن 50 ألفا من المثيرين للشغب الروس-الأوكرانيين المندسين بين اللاجئين في مدينة سانت بطرسبورغ, يعيدون تنظيم صفوفهم. المطلوب منهم بلاشك, تكرار نفس مظاهرات موسكو التي أعقبت انتخابات شهر كانون أول-ديسمبر 2011, في الأرياف, مع مزيد من العنف, وادخال البلد في مسار ثورة ملونة تجد في جزء من شريحة الموظفين والطبقة الحاكمة من يتفق معها.

تقديرا منها لخطورة الموقف, ربما توصلت موسكو إلى اقناع بكين بقبول انضمام الهند ضد ايران إلى منظمة شنغهاي للتعاون, وذلك أثناءانعقاد القمة يومي 12 و 13 أيلول- سبتمبر المقبل.

من المفترض أن تؤدي هذه الخطوة, ليس فقط إلى طي صفحة الصراع بين الهند والصين فحسب, بل إلى انخراط الدولتين في التعاون العسكري فيما بينهما.

في حال تأكد هذا التحول خلال الأيام القادمة, فإنه سيضع حدا نهائيا لشهر العسل بين نيودلهي وواشنطن, التي عملت كل ما بسعها لابعاد الهند عن روسيا, عبر السماح لها بالحصول على تكنلوجيات نووية متقدمة. انضمام نيودلهي لمنظمة شنغهاي للتعاون, هو أيضا رهان على مصداقية رئيس وزراء الهند الجديد, نارندرا مودي, الذي تحوم حوله الشكوك بالتحريض على العنف ضد المسلمين عام 2002, في ولاية غوجارات حين كان يشغل منصب رئيس وزرائها المحلي.

فضلا عن ذلك, فإن احتمال انضمام ايران إلى منظمة شنغهاي للتعاون, يمكن أن يقدم معرفة أكثر دقة عن التظيمات الجهادية وسبل مواجهتها.

مرة أخرى, لو تأكد ذلك, فإنه لن يقلل من عزيمة ايران على التفاوض على وقفة استراحة مع "الشيطان الأكبر", الذي قادها إلى انتخاب الشيخ حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية, فحسب, بل سيشكل رهانا على حقيقة سلطة المرشد الأعلى للثورة الاسلامية, آية الله علي خامنئي.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 1957
(PDF - 163.1 كيليبايت)