العجيب الغريب ، هو ذلك الظلم الذي يطلقه بعض الناس إن بأقلامهم أو بأقوالهم أو بقلوبهم ، وموضوعه اتهام أمريكا بالتحامل على سوريا والنظام في سوريا !!!

على الأقل أنا المواطن البسيط أعرف أكثر من حادثة ، كانت ضحيتها المباشرة أمريكا وليس ضحيتها مروان حماده أو غيره ، ومع ذلك ومع أن أمريكا تعرف عرف اليقين أن سوريا تقف وراء هذه الحوادث ، ولكن لأنها لم توفق بامتلاك الدليل الحسي الواضح الذي لا يقاربه أي شك ، فإنها بكل موضوعية امتنعت عن توجيه التهمة إلى سوريا ، وعضّت على جراحها وشكت أمرها إلى الله العلي القدير .

وبالنسبة لي ، أعتقد أنه كان على أمريكا أن توجه الاتهام إلى سوريا بكل تلك الحوادث، فحين يكون الأمر بدهياً واضحاً وضوح الشمس ، فما حاجتك إلى براهين وقرائن وإثباتات حسيّة ملموسة ؟؟؟

هل هناك أدنى شك في أن سوريا هي التي دعمت المقاتلين الفيتناميين بمتفجرات النابالم الشهيرة حينها ، فأحرقوا معسكرات الجيش الأمريكي ، مما أدى إلى هزيمة ذلك الجيش الجبّار ؟؟؟ فهل من الضروري إن لم تستطع أمريكا أن تمسك بدليل حسي لتوجيه الاتهام إلى سوريا ، أن تمتنع عن اتهامها ما دام الموضوع لا يطاله الشك ؟؟ لكنها العدالة الأمريكية التي ابتليت بها أمريكا قبل غيرها !!!!

هل هناك عاقل على وجه الأرض ، ولا يعرف بالفطرة أن سوريا هي وراء انفجار مكوك الفضاء الأمريكي ( تشيلينجر ) مزهقة أرواح رواده الأبرياء ؟؟؟

وكذلك ... تلك الأعطال التي أصابت مكوكها إلى المريخ ... هل يحتاج الأمر إلى دليل أن سوريا تقف وراء هذه الأعطال ؟؟ وكما قلت ، أنا المواطن البسيط ، أعرف الوسائل التي اعتمدتها سوريا في إحداث تلك الأعطال .... فبسبب الحذر الشديد الذي اتخذته أمريكا حتى لا تتكرر مأساة مكوكها السابق الذكر ( شيلينجر ) ، لم يستطع الجهاز الأمني السوري الأمريكي المشترك ، دس المتفجرات في مكوك المريخ هذا .... لكن سوريا لم تستسلم للأمر المفعول ، فما كان منها إلا أن أرسلت مكوكاً فضائياً إلى المريخ ، سبق المكوك الأمريكي بيومين ، وحين اقترب المكوك الأمريكي من المريخ ، قام المكوك السوري بإرسال موجات لم يعرف العلماء طبيعتها حتى الآن ، سببت تلك الأعطال للمكوك الأمريكي .... ولو أن العلماء الأمريكان استطاعوا ضمن المهلة المحددة أن يكشفوا طبيعة تلك الأمواج ، لاستطاعت أمريكا توجيه الاتهام ببساطة إلى سوريا ، لكن تخلف العلماء الأمريكان عن اللحاق بمستوى العلماء السوريين ، جعل أمريكا تسكت عن الموضوع ، وتصيح : حسبي الله ونعم الوكيل !!!

لكنّ المرارة الكبرى التي تملأ فم أمريكا ، هي قصة ( أسامة بن لادن ) ، فعائلة أسامة في الأساس ( وهذا تعرفه أمريكا ) عائلة دمشقية عريقة ، وقبل دخول الإسلام إلى الشام لم يكن هذا اسمها الذي تعرف به اليوم ، والجد الأكبر لأسامة كان يصنع الأدنان ويبيعها للناس ليضعوا الخمور فيها ، ومع دخول الإسلام إلى بلاد الشام ، دخل الجد الأكبر لأسامة في الإسلام ، وبالتالي لم تعد هذه الصنعة تناسبه ، فصار يبيع البن ، لكن الكثير من الناس ظلوا يترددون إلى دكانه ويقف واحدهم ويقول له ( أريد دن ) ، فيجيب الجد : يوجد بن لا دن ، ويتكرر طوال النهار السؤال ويتكرر الجواب ، حتى ملّ الجد من هذا الموضوع ، فما كان منه إلا أن كتب لافتة كتب عليها : ( بن لا دن ) ، وهكذا صار الناس حين يريدون الإشارة إلى الجد ، فيقولون مثلاً : ذاك صاحب دكان ( بن لا دن ) ، أو إذا أراد أن يدل أحد إلى جار الجد فإنه يقول : دكانه هو الرابع إلى يمين دكان ( بن لا دن ) ، ومع الوقت حملت العائلة هذا الاسم ( بن لا دن ) .

أليس هذا دليل واضح لا يقبل الشك ولا الجدل على المؤامرة السورية الخفية ، وراء كل ما يفعله هذا الحفيد السوري لأمريكا ومصالح أمريكا في العالم ؟؟؟

ودون إطالة .... ولأنّ سوريا ضجرت من عجز أمريكا عن تقديم الإثباتات حول ما ترتكبه حيالها في أفغانستان والعراق وغيرها .... ، فما كانت إلا أن أرادت اختبارها في اعتداء من نوع فريد ، فرتبت اغتيال رفيق الحريري الذي كان يكره كل ما هو عربي بشكل عام وسوري بشكل خاص ، وكان يطلب الحماية والوصاية الأمريكية ، رتبت هذا الاغتيال لكن بشكل سريّ للغاية ، بل أبعد بكثير من حدود السريّة ، فلم يطلع على هذه المؤامرة الاغتيال من أجل السرية القصوى سوى : أولاً في لبنان : رئيس الجمهورية / قائد الحرس الجمهوري وضباطه المقربين من أجل السرية / وكذلك جهاز الأمن العام / وكذلك جهاز الأمن العسكري / وكذلك جهاز أمن الدولة / الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة / جمعية المقاصد الخيرية / أبو عدس وجماعته / بعض أعضاء البرلمان اللبناني وعلى رأسهم ناصر قنديل / بعض شركات الخليوي / بعض باعة الخليوي / بعض الوزراء / رئيس الوزراء عمر كرامي للتحريض / وزير الداخلية سليمان فرنجية كذلك / جهاز الأمن والاستطلاع السوري / بعض الفارين من سوريا ..... أما في سوريا : رئيس الجمهورية / وزير الخارجية / .............. كل السوريين ، طبعاً كل ذلك ، من أجل السرية المطلقة ، فهذه جريمة العصر ، وهي الاختبار الأهم من سوريا لأمريكا حول قدرتها على كشف ( الحقيقة ) .

لكن مثل العادة ، وبعد أن تمعنت أمريكا في الأمر ، أدركت أنها غير قادرة على كشف ( الحقيقة ) ، لكنها هذه المرة أبت أن تستسلم أمام هذا الضغط السوري الواضح والو.... فما كان منها إلا أن استنجدت بالمجتمع الدولي ، طالبة نصحه وإرشاداته ، فما كان من العالم إلا أن استجاب لأمريكا المظلومة من هذا الطغيان السوري الذي لم يعد يطاق ، وانتدب أعظم القضاة ديتليف ميليس الذائع الصيت ، ليوقف هذا الظلم السوري المستشري ، فأزاح النقاب عن ملابسات الجريمة ، وأفشل كل المخططات السرية الهائلة لسوريا والتي لا يعلم بها سوى الذين ذكرناهم أعلاه ، ومع أن ميليس استطاع أن يكشف أكثر من ( الحقيقة ) ، فقد كشف اشتراك حزب الله / وحزب البعث / وحركة أمل / والحزب القومي / ....... لكنّ أمريكا خافت أن تقع دون قصد في ظلم أحد ، فقالت لميليس : يكفي يا ميليس ، فالوقت غير مناسب لأكثر من ( الحقيقة ) .

أخيراً ولأن المجتمع الدولي الذي استنجدت به أمريكا ليعينها ، فارضاً عليها الأخذ بنصحه وإرشاداته فقبلتها أمريكا مذعنة للنصح والإرشاد ، هذا المجتمع الدولي يمهل ولا يهمل لذلك وبعد انتظار طويل أتلف الأعصاب ........ ودون أدنى شك :
زهق الحق وظهر الباطل .

21 – 10 – 2005