موسى يزور غداً السعودية وسوريا
أنان والرئيس الفرنسي يناقشان اليوم الـ1636
وسط تحركات عربية ودولية في شأن القرار 1636 الذي يدعو سوريا الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، طالبت دمشق بمرجعية قانونية - جنائية – دولية عربية أو لبنانية لتحديد ما اذا كانت سوريا تتعاون مع رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس.

ومن المقرر ان يعقد مجلس الشعب السوري اليوم جلسة برئاسة رئيسه محمود الابرش، لمناقشة المرسوم التشريعي الرقم 96 تاريخ 29/10/2005 الذي ينص على تأليف لجنة قضائية خاصة تتولى مباشرة اجراءات التحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة لجنة التحقيق الدولية المتعلقة بجريمة اغتيال الحريري.

وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان الابرش بحث مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الامة الكويتي محمد جاسم الصقر في "اهمية دور البرلمانيين وخاصة العرب منهم في شرح مواقف سوريا المبدئية العادلة" مشيراً الى "الضغوط الخارجية التي تتعرض لها سوريا للتنيل من صمودها"، مؤكداً "تعاون سوريا الكامل مع لجنة التحقيق الدولية" في جريمة اغتيال الحريري. ونقلت عن الصقر إشادته "بمواقف سوريا القومية. مؤكداً وجوب وقوف البرلمانات العربية الى جانب سوريا الشقيقة في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها".

وفي اشارة الى الاستياء من القرار 1636، انتقدت صحيفة "الثورة" الحكومية امس ما سمته الازدواجية في قرارات مجلس الامن. وكتب رئيس تحريرها فائز الصائغ افتتاحية جاء فيها: "خمسون عاما ونيف من الاحتلال لفلسطين، وثمانية وثلاثون عاما من احتلال الجولان والاستيطان يتسرطن فيه، وما من مرة فكر مجلس الامن في الاستناد في قراراته الى أحكام الفصل السابع، وعندما اتجهت الظروف والاستهدافات نحو سوريا، سارع المجلس الى اعتماد صيغة أميركية كان من المفترض رفضها كليا، واعتماد صيغة يقدم على صياغتها طرف محايد مثلا، واتجه مجلس الامن الى الفصل السابع الذي بدأنا التعرف عليه عندما بدأ الاستهداف للمنطقة العربية".

وأضاف مشككا في نزاهة المحقق ميليس: "سنتوقف عند القرار الجديد 1636 الذي أصدره مجلس الامن أخيرا في حق سوريا، على خلفية تقرير مفبرك لقاض ألماني مشكوك في صدقيته في المانيا، حيث تجري بعض هيئات المجتمع الالماني المدني محاكمته لمخالفته القوانين الالمانية، وارتباطاته مع مراكز أبحاث أميركية، يتقاضى منها ما يفوق العرف الالماني بالمداخيل والمحسوب على اساس الرفاهية الالمانية". وتساءل: "ماذا لو تعمد السيد ميليس القول بعد التعاون المطلق ان سوريا لم تتعاون، وأن يعيد الكرة امام مجلس الامن من جديد بالزعم ان سوريا لم تتعاون او تعاونت ولكن ليس بالشكل المطلوب. وما الشكل المطلوب يا ترى؟ وماذا لو كان الشق الثاني من التقرير الذي سيقدمه ميليس الى مجلس الامن في الخامس عشر من كانون الاول المقبل مسيسا، كما السابق، واستكمالا له في الشكل والمضمون والاهداف؟". وطالب بوجود "مرجعية قانونية – جنائية – دولية كانت ام اقليمية... عربية كانت ام لبنانية تقرر.. أو تحكم.. ان تعيد النظر على الاقل في قرار التعاون المطلوب من عدمه، او من عدم اكتماله، والتثبت من شروطه الجنائية والقانونية والقضائية، خصوصا ان سوريا شكلت لجنتها وشرعت في العمل من خلالها وهي مصممة كل التصميم على التعاون". وختم مطالبا النائب سعد الحريري "الذي أطلق موقفا متزنا في القاهرة، أن يواصل التنبيه الى عمليات تحويل دم الراحل الى قميص عثمان، تستغله قوى، وتستفيد منه قوى، قد تتفق، وقد تتصارع اليوم او غدا، لكنها في النهاية عمليات استثمار هدامة، تريد تحويل استثمارات الحريري في البناء الى استثمارات للفوضى الخلاقة التي ستمهد الطريق أمام فرض الهيمنة والسيطرة الاسرائيلية على المنطقة... فلا تخلطوا بين الاستهداف الجاري التركيز عليه، والحقيقة التي عنها نبحث عنها معا".

زيارة موسى

وفي اطار التحركات العربية، يزور الامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى غدا كلا من المملكة العربية السعودية وسوريا للبحث في تطورات الوضع في المنطقة وخصوصا الملفين العراقي والسوري.

وصرح رئيس مكتب الامين العام للجامعة هشام يوسف ان موسى "سيتوجه الثلثاء الى السعودية في زيارة تستغرق بضع ساعات يستقبله خلالها العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز للتشاور حول الوضع في العراق والاعداد لمؤتمر الوفاق الوطني الذي سيعقد برعاية الجامعة العربية، وحول التطورات في الاراضي الفلسطينية، وكذلك حول الوضع بعد صدور قرار مجلس الامن 1636". واضاف ان موسى "سيصل مساء الثلثاء الى دمشق في زيارة تستغرق 24 ساعة يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع للبحث في كيفية التعامل العربي مع القرار 1636". واشار الى انه سيزور لبنان قريبا، لكن الموعد لم يتحدد بعد.

الامير سلطان الى القاهرة

وفي الرياض، قال مصدر ديبلوماسي عربي ان ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز سيزور مصر منتصف تشرين الثاني لاجراء محادثات تتعلق بالقرار 1636.

وقال ان الامير سلطان سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك، وان المحادثات "ستتمحور حول الاوضاع العربية الراهنة وخصوصا موضوع سوريا بعدصدور قرار مجلس الأمن 1636".

انان وشيراك اليوم

وفي التحركات الدولية، افادت مصادر قصر الاليزيه في باريس، ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان سيزور اليوم فرنسا للقاء الرئيس جاك شيراك.

وقالت ان انان وشيراك سيناقشان معا القرار 1636.

وبعد فرنسا، يزور انان كلاً من مصر والسعودية وتونس وباكستان.

طهران تدعم سوريا

ں في طهران، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي: "اننا ندعم سوريا دون ادنى شك، فسوريا صديقتنا". وقال ان "الضغوط التي تمارس على سوريا غير مقبولة، وهي ضغوط ذات دوافع سياسية". واضاف: "نطالب كما الشعب والحكومة في لبنان وعائلة الحريري، بانزال العقاب بالمجرمين، ولكن لا يجوز ان تكون القرارات مسيسة". وندد "بالاستكبار" الذي اظهرته اسرائيل في هذه القضية.

مصادر
النهار (لبنان)