لم يدخل هذا العيد في قاموسي إلى في مرحلة "التهجير" أو الهجرة، لأني كنت أحمل "الصورة المغلقة" لإيقاف اللون التي استمرت أكثر من عقد من الزمن ... كنت مشغولة بالمساحات الفارغة من عمر العراق، فلم استطع التمييز بين صور "السلطة" ومشاهد انتهاء الحياة في شوارع بغداد. كان يسمى دوليا "واقع الحصار" !! وكنت أراه زمنا في عمر الأرض التي بقيت مجالا لجولات الحضارة والحروب ... فكيف اسمع بعيد الحب وأنا أقف على الصور المكررة .. والجمل التي لم تخترق أذني يوما لكنها كانت تحاصر جسدي فتجعلني تائهة ما بين البضرة وبغداد، او بين الكوفة وكركوك .. أحاول أن أجمع أشلائي على وطن هو "آلهة للحرب"..

لكنني شاهدت البعض يمرح فجأة ... عندها عرفت أن الاحتلال موجود .. حمل ثقافته بعد أن غرقت ثقافتي إلى عمق اللون القديم والباهت .. تعاملت مع الحب في أوجه لم تعد تعني سوى أرقام للقتلى أو الجرحى .. أو شهداء نلمخهم لحظة بيرق الانفجار ثم يغيبون إلى المجهول .. لكن عيد الحب لم يظهر إلى في "التهجير"...

شاهدته في الشوارع ... في المدن التي علمتني "الحب" على طريقتها ... فلم يعد اسمي سوى شارة لمهجرة تهيم في الجغرافية الضائعة، وعرفت أن حياتي مرهونة بجنسية مغتصبة .. لذلك سأبقى مغتصبة مهما حاولت التعامل مع المهن الجديدة .. أو الحياة الجديدة أو الحب الجديد.

في "عيد الحب" صورة مشوشة لكل الملامح القديمة التي داهمت جسدي وسحق عقلي .. لكنني أعرف أن مشكلتي مع "الحب" .. مع تيبس الشرايين التي كانت تضخ في داخلي عشقا أبديا، فانشدت منذ عهد "المنصور" قصائد أشعلت نار الذكور ... لكنني وفي عيد الحب أصرخ فلا يخرج سوى بوح ـو أنين .. بينما تنتشر صورتي النمطية على شاشات التلفزة وأنا أنحب وأصرخ وألطم لفقدان من أحب في أحياء بغداد.. صورتي النمطية المكللة بالسواد، بينما استطيع أن أمشي كما أريد في عيد حب يستطيع كسر المألوف .. بعد أن تهشمت كل الملامح القديمة لحياتي...

لأنني في عيد الحب جديدة رغم الموت...