لماذا لاتصحبني معك في رحلة خارج التاريخ... فأنا وجدت في نفس اليوم، وتعرفت على مساحة اليوم عندما عرفتك.. عندما أطلقني العقل بدلا من أن يحبسني داخل أسوار المدينة القديمة.. يوم مولدي لم يكن مناسبة خاصة.. كان لقاء معك أيضا خارج قدسية التاريخ والأشخاص، وربما أدركت بعد سنوات من وجودي أنني مرتبطة بقدر آخر يحولني إلى مساحات من اللون ابتدعها...

أعرفك من صعوبة العقل في تجاوز تفاصيل الحياة التي لا تتيح لي أحيانا من التفكير.. أو البحث عن مساحتي التي تعلمت أنها من صنع يدي.. فأعرفك دون "احتفالية" تقليدية كادت تخنقني، وعندما تحررت منها أدركت أنني استعيد الوعي الذي كان من المفترض أن تمنحني إياه، لكن الكثيرين يطمحون في احتكاره.. في تحطيمأي حلم كان من الممكن أن يظهر في الأول من آذار...

لست أنثى في الأول من آذار لأن عيد مولدي تكرر بعد أعوام لأصبح "مواطنة" في مساحات العقل.. ثم أعشق على شاكلة الزمن القادم ... وأحاول .. أو أفشل.. في بناء جغرافية لعلاقاتي مع هذه المساحة التي اصبحت صليبا لا ينتمي لعصر المسيح.

لست أنثى في الطريق الذي أريده شغفا معرفيا بدلا من نرجسية للمناسبة.. ولست أنثى في الاختيار الذي أصارع فيه "غوغاء" الماضي أو محاولات البعض لتبني "المناسبات" باسم الحداثة وباسمخنق الأحلام التي "لم تولد بعد"...

لست أنثى لأنني أغضب .. وتراث الإناث مسالم... ولست أنثى لأنني اتحدى بينما تراث يتحدث عن "كيدهن عظيم"... فأنا لم أولد سوى مرة واحدة عندما اخترت "العقل" ... ثم أغرقتني متاعب التفكير بأنني "أنثى" تولد من جديد...

في الأول من آذار لا أنتظر الكلمات الجميلة.. أوالهدايا التي انتهت رمزيتها.. لأنني مازلت أبحث عن مساحتي في المستقبل، وأحاول أن أعيد كتابة نفسي أو الآخرين على "الغد" الذي يردنه دون "أرث" لا يحمل سوى الأشكال التي تبدو غامضة، وأشعر أنها من "زمن الاحتفالية" التي مسختني، فأعيد التفكير كي أتعود على "العقل" الذي يبقى رغم غطاء "الاحتفاليات".

ليست ذكرى .. أو يوم فاض بنا الحال ونحن نسمع عنه.. فأنا مولدة فيه.. مخيرة بين القلق أو "الثبات" ومدفوعة برغبة مجنونة كيأعشق وأفكر.. وأنبش حولي حتى استطيع تحريك "السكون" المستمر منذ أكثرمن نصف قرن...

للأول من آذار.. أولأنطون سعاده... كل الأمور تنتهي لكن "حفريات المعرفة" ستبقى لأنها الوحيدة التي جاءت إلينا مع العقل وليس عبر البيانات و"الاحتفاليات"...