ما يمكن أن يقودني خارج اعتيادية اللحظات ربما يعيد حيوية الحياة، أو يقتطع مساحة من الحدث أجد نفسي بها، أو يجد المجتمع داخلها لونا لمصالحه تجعله يهرب من الضجر الذي يلف الحياة العامة..

وقصتي أبسط من أي تعقيد يمكن أن يقوله المنظرون، ففي اللحظة التي بدأت فيها البحث عن رؤية أدركت أن "الحدث" تحرر مني، فرأيت حزمة من المصالح .. كانت ترحل كل يوم فأجد نفسي تائهة ما بين الإعلام والسياسة، أو أشباه المثقفين والمنظرين، فرحلت إلى العالم الذي رسمته على شاكلتي، وربما لم أكن الوحيدة.. ربما سبقني المجتمع في فضاء البحث عن "مصلحة" تربطه بما يعايشه يوميا... ثم تأتي الانتخابات .. أو تنتهي.. ويظهر "جمع الأصوات" كأرقام صماء داخل "المصلحة" التي أبحث عنها... فهل يمكن أن يثيرني الحدث.. أو أرشح نفسي ولو افتراضيا...

في لحظات الضجر من اللامبالاة التي تلف الجميع أقرر الانسحاب، لكنني أعود لأكتب وأرى وأتفاعل، ثم أقتنع بأن "الرؤية الثالثة" تحمل لونا انتخابيا لا يقف عن "عدد الأصوات" بل طيف المصالح الذي يتعب الناس حتى يجدوه... فيغيب الحدث من أمامهم.. تنتهي الحياة العامة وربما المصلحة العامة.. أو تصبح الانتخابات آلية حفظها الجميع عن ظهر قلب.. فهل أستطيع الصراخ قليلا لأزعج اعتيادية الأشياء..

في "الرؤية الثالثة" جسرا يحاول البحث في المصالح داخل الحدث العام، ويسعى لكسر "الخلاص الفردي" بالتفاعل مع الآخرين.. فربما أرى الحياة على سياق آخر يحتاج لكل الصبر وكل الإحساس بان الناخبين هم بشر وليس أرقاما للتصويت، وهم مجتمع وليسوا جموعا بشرية.. وهم في النهاية يريدون ويرغبون ويعشقون، وربما يستطيعون الاختيار عندما تصبح الانتخابات عملية تفاعلية تعيد ربطهم بالمصالح التي فقدوها مع تكرار المشرحين أوا زديادهم أو ابتساماتهم لعدسات الكاميرا...

في الرؤية الثالثة محاولة واحدة لكسر الضجر الذي يلف الحياة العام فتنتهي كل المسائل في زاوية ضيقة يتبادل فيها الأطراف الاتهامات وتحميل المسؤولية.. فهل أنا.. نحن.. هن.هم قادرون على فتح فسحة تتيح لنا الحياة على إيقاع الحماس للدنيا والإنسان... لأن الانتخابات مسوؤلية أمام الناس بالدرجة الأولى، وهي تجربة ملك البشر والمجتمع لتحقيق مصلحتهم وليس الاغتراب عنها.