ليس بعيدا عن الحدث تبدو تصريحات "بيرنز" وكانها اكتمال لواقع دولي يتسرب إلى ما يجري في الرياض اليوم، فالخارجية الأمريكية لم تكن تخلق تصنيفا عندما وصف بيرنز فنزويلا وكوبا وسورية وروسية البيضاء بـ"عصابة الأربعة" التي تدعم إيران، فالمسألة بالنسبة للولايات المتحدة لم تعد محور شر او خير بعد أن استطاع "طرف الخير" أن يجعل الموت عنوانا له، وهو ما جعل "المصطلح" السياسي" يعود إلى زمن "رعاة البقر"، لتدخل السياسة الدولية مجال "المطاردات" وتضع لوائح بـ"العصابات" بعد ان انتهت "لوائح الإرهاب".

هذه الصورة يمكن ان تنتقل نحو القمة العربية، فـ"الإيحاء السياسي" الأمريكي كثف من نشاطه قبل القمة، ووزيرة الخارية الأمريكية لم تكتف بالآليات الدبلوماسية بل تعاملت أيضا مع الأجهزة الأمنية، لأن المسألة تتعلق بـ"عصابة" وهناك حاجة "فوق سياسية" للحد من نشاطها، وتبدو القمة العربية مناسبة للتعامل مع نشاط هذه "العصابة" على الأخص أن مجالها "الشرق أوسطي" واضح عبر إيران وسورية.

لكن الآلية الأمريكية تعرف ان مسألة التعامل مع "عصابة" يتطلب بالدرجة الأولى إلغاء "إرادة" الدول، وتحويلها إلى مجموعة متطوعين تحت أمرة "الشريف" الذي غالبا ما يقود "الحملات" ضد هذه العصابة او يطاردها خارج صحراء نيفادا باتجاه مياه الخليج الدافئة. وكان من ضروري لهذه المطاردة أن تحتدم مع القمة العربية، وان توجد حاملة طائرات إضافية لتعبر فقط عن "الرغبة" في متابعة المطاردة، وليس على أي نية في "الاشتباك" أو "الحرب" مع اطراف هذه العصابة.

إنها صورة فقط مرافقة للقمة، وتطرح مسألة "الإجماع العربي" و "البيان الختامي" و "المبادرة العربية" خارج هموم "المطاردة التي تشغل الإدارة الأمريكية وهي تبحث عن "أفراد العصابة" في كل مناسبة سياسية أو غيرها. فإذا كان ليس مستغربا أن تقوم الإدارة الأمريكية بـ"الإيحاء" السياسي، فإنها هذه المرة تمارسه باتجاه مزدوج، الأول عبر إيران وتعبير "عصابة الأربعة" والثاني من خلال العراق، مع اتهام ساترفيلد سوريا بان 90% من المقاتلين الذين يحاربون في العراق جاؤوا عبر أراضيها... رغم ذلك فإننا سنبقى نرى القمة وننتظر قراراتها.